الفكرة الجيدة تحتاج إلى أرضية خالية من المشاكل كي تجد لنفسها فرصة نجاح، وإن اثني عشر عاما من العملية التعليمية في مدارس التربية والتعليم بكل ما فيها من مقررات علمية ولغوية وشرعية لم تلغ حاجة الجامعات السعودية لتطبيق نظام السنة التحضيرية خصوصا للكليات العلمية والتقنية والتي تكون فيها اللغة الإنجليزية أحد أكبر المشاكل. إن الطالب المتخرج من الثانوية العامة يجد نفسه في السنة التحضيرية وكأنه لأول مرة يدرس أساسيات الكثير من المواد العلمية التي سبق له دراستها. وإن دل هذا على شيء فهو بالتأكيد على مشكلة في نظام التعليم ما قبل الجامعي والذي تكون مسؤولة عنه وزارة التربية والتعليم. وفي ظل الكثير من المشاكل التعليمية التي تحاول الوزارة جاهدة حلها بما فيها مشاكل المناهج وتأهيل المعلمين نسمع عن فكرة جديدة ستكون عبئا إضافيا وهدرا للوقت والمال والجهد في ظل نفس النظام التعليمي. ليس من المنطق أن نطرح الأفكار الجديدة قبل أن نتمكن من إحكام وحل كافة المشاكل المتراكمة لدينا حاليا في نظام التعليم ومخرجاته والتي يلمسها المجتمع في أبنائه، ومن الجميل أن تظل وزارة التعليم العالي وما يتبعها من جامعات مستقلة في نظم تعليمها مكملة لأي نقص ناتج عن التعليم العام ما قبل الجامعي. وإن كانت تجربة السنة الرابعة مطبقة في المملكة المتحدة كما صرح عميد القبول والتسجيل في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور عبدالفتاح مشاط، فالسؤال هنا: لماذا لا يطبق كامل النموذج التعليمي في المملكة المتحدة قبل القفز على مشاكل اثني عشر عاما لنزيدها سنة رابعة مشاكل؟.