زحفت الفرنجة علينا زحف النار في الهشيم وقضمت ألسنتنا قضما، ففي الإذاعات العربية وهي اسمها عربية وناطقة بالعربية قلما تجد على لسان المذيعة «العربية» كلمتين عربيتين على بعضهما، أما إذا أرادت توديع الجماهير العربية في برنامجها «الجماهيري».. قالت (باي)!! وكل كلامها تتخلله (أوكي) و(سو)... و(امبوسبل) ببساطة شديدة كأنما تدلق لسانها دلقا... بلا أدنى إحساس بأخطار العواقب أو حتى تأنيب ضمير!! وتجدهم عربا لا يتقنون أي لغة أجنبية وكل كلامهم مفصفص بلغة أجنبية دخيلة ولا داعي لها.. وكأنهم يثبتون لنا أن المثل الدارج (مع الخيل يا شقراء) مثل صحيح لاشك فيه!! أما بيوتنا العربية فقد كانت عربية أما اليوم فالتنافس على أشده أن يكون الأبناء من حملة اللغات الأجنبية ولا أحد منهم يعرف العربية على لسانه ولا في تعليمه! يعني معظم البيوت تفضل أن يتعلم أبناؤها في المدارس الأجنبية وأن يصبحوا ناطقين باللغة الأجنبية في المقابل لايمارسون الحرص نفسه لتعلم اللغة الأم اللغة العربية! وتراهم لا ينطقون هم كأولياء أمور اللغة الأجنبية لكنهم يشجعون أبناءهم على اللسان الأجنبي! والتلميذ العربي اليوم مهارته اللغوية الأجنبية تفوق بمراحل مهارته اللغوية العربية! فقد أصبحت اللغة العربية عند أهلها من التراث القديم الذي يصلح للتخزين وليس للاستعمال!! وبعضهم ينادي بالتخلي عنها... وجرها إلى سوء المصير الاندثار!!! ثم زحفت أدوات التقنية الحديثة مثل البلاك بيري وغيره وصار العربي أعجمي اللغة بالقوة فلا يمكن تعريب هذه الأدوات بل بعض العرب المهرة في استخدامها يرفضون أن تكون لغتها عربية ويفضلون عليها الأجنبية! وفي بيوتنا العربية أضحك مع الأسماء الجديدة التي صارت دلعا للأسماء القديمة... فإذا كان في زمن أمي وأمك ولم أقل جداتنا بل آباءنا وأمهاتنا... سارة دلعها... (سوير) ونورة (نوير) وهيا (هييا) فاليوم... سارة (سوسو) ونورة (ناني) أما هيا فمن النادر أن تجده!!! حل محله ... «ريوف» و«ريناد» و«وريون» وهلم جرا.... ولم تعد تتفاجأ أثناء زيارتك لبيت عربي محلي خرج من وسط البيئة المتواضعة فتسمع من ينادي (بيري)... فتقول ما شاء الله انضم عضو جديد في العائلة فتسمع الرد لا، «هَوْ» بدرية! يعني بدرية صارت «بيري» والعنود «نودي» وشريفة «شيري»!!! ولطفية (توفي)!!! وما عادت حصة (حصيصة)... صارت (صوصا)!!!. اللغة الثالثة التي لا هي عربية ولا أجنبية دخلت مجتمعنا السعودي بقوة وغيرت فينا ما كنا لا نريد أن يتغير... وللأسف أخذنا القشور... وضاع منا «اللب»!! والزحف متواصل... لفقد البيوت العربية نكهتها الأصيلة والأصلية! وأصبح العربي خالي الدسم بل منزوع الدسم مأسوف عليه!!! والإصلاح المطلوب ليس اقتصاديا أو سياسيا بل «عقليا» وهو الطامة الكبرى!. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة S_ [email protected]