لم يكن ظهور كتاب الشيخ عوض القرني (الحداثة في ميزان الإسلام)، الذي قدم له العلامة ابن باز، إلا ضربة خاطفة وإعلانا لحرب فكرية ضد فئة منحرفة أطلت برأسها على هذه البلاد الطاهرة، فواصلت زحفها وعاثت فسادا كبيرا، هذه الفئة هي (الحداثيون) كمصطلح فكري أدبي.. لم يقف ضرر هؤلاء المفتونين على لغة القرآن وميزان الشعر العربي الأصيل، بل هاجموا الدين وأصوله، والعقيدة الإسلامية. هؤلاء الحمقى يظهرون في نوادينا الأدبية وفي جامعاتنا، وفي إعلامنا، ويكاد يجن جنونهم بكل ما هو غربي إفرنجي.. فمولدهم هنا ورضاعهم هناك، في شارع الشانزلزيه وفنادق لندن ونيويورك.. وإذا كان الإرهاب يقتل المدنيين ظلما ويقطع أجساد الأبرياء، فالحداثيون يقتلون بإرهابهم اللغة العربية والمروءة، ويهاجمون المعتقد ويسوقون الفكر الغربي في بلاد التوحيد. وما زال رموز هذا المذهب الفكري الخبيث يظهرون في الإعلام وكأنهم (أبطال) يلقون شعرهم التافه الرخيص، وينفثون سمومهم بطلاسم كطلاسم السحرة.. ويتلبسون بثياب (الوطنية) زاعمين أنهم ينادون بالتطور.. ووراء الأكمة ما وراءها. وأخيرا.. انظروا ما هو الفرق بين ما قدمته هيئة الأمر بالمعروف للدين والوطن، وبين ما قدمه رموز الحداثة. ثم لاحظوا كم هو الهجوم الإعلامي على الأولى والصمت المطبق أمام تجاوزات (حمقى الحداثة) إلا.... فائدة لغوية: اشتقاق لفظ (الحداثة) كمذهب فكري قد يكون من الإحداث في الدين والبدعة، وقد يكون من (الحدث الأكبر) وهو الأنسب.