أنقذ النوم معلمة رابعة من الموت في الحادث المروري المفجع الذي شهدته محافظة الكامل مؤخرا، وذهب ضحيته ثلاث معلمات وطالبين بعد ارتظام السيارة التي كانت تقل المعلمات بمركبة الطالبين وجها لوجه على الطريق الرابط بين قرية الدوارة وطريق الهجرة مكةالمكرمة والمدينة المنورة. وكان من المقرر أن تكون المعلمة م. الهذلي خامس المعلمات اللاتي يذهبن إلى المدرسة صباحا مع السائق، لكنها تأخرت ولم تستيقظ من النوم إلا عند الخامسة والنصف فجرا فعادت لإكمال نومها؛ لأن موعد الالتقاء المفترض مع باقي زميلاتها لاستغلال السيارة كان قد فاتها، لذلك قررت البقاء في منزلها مع أبنائها. «عكاظ» التقت أمس زوج المعلمة الناجية بالقرب من مدرسة الدوارة، فقال «زوجتي دخلت في حالة نفسية سيئة للغاية منذ أن علمت بوفاة زميلاتها الثلاث في الحادث وأصابت الرابعة بإصابة خطيرة ولم تتوقف عن البكاء لعدة أيام، فقد قضت فترة طويلة وهي تعيش معهن أغلب أيام اليوم خلال انتقالهن بالسيارة لفترة ساعتين من جدة حتى مدرسة الدوارة 200 كيلومتر والعودة ظهرا لفترة ساعتين أيضا، خلاف الوقت الذي يقضينه مع بعضهن في المدرسة». واستطرد الزوج «حاولت معها صباح أمس الأول السبت العودة للمدرسة مرة أخرى، لكنها رفضت تماما أن تخرج مع أي سائق باستثنائي، لذلك رضخت واضطررت إلى السفر بها إلى المدرسة حيث سنقدم طلب إجازة لها حتى تهدئ نفسيتها وننتظر أن يتم إلحاقها ضمن حركة نقل المعلمات المقبلة. في نفس السياق ووسط أجواء حزن وبكاء عادت أمس طالبات متوسطة وثانوية الدوارة في محافظة الكامل لمقاعد الدراسة. وقالت علية السلمي مديرة متوسطة وثانوية الدوارة إن المدرسة فقدت ثلاث معلمات يعتبرن من أفضل وأكثر الكوادر حرصا على تأدية رسالتهن التربية على أكمل وجه. وكشفت المديرة عن أن الحالة النفسية للطالبات والمعلمات كانت سيئة للغاية بعد علمهن بوقوع الحادث، وأشارت إلى أنها تعمل جنبا إلى جنب تعليم محافظة الكامل لعلاج كل الترسبات النفسية في نفوس الطالبات والمعلمات. وأضافت السلمي بصوت باكٍ: لم نر منهن إلا كل خير ووفاء خلال فترة عملهن في المدرسة، والطالبات أحببن المعلمات بشكل كبير، ونأمل من الله أن يعوضهن بالجنة. وقالت إحدى طالبات المرحلة الثانوية «جميعنا في المدرسة نبكي وفاة معلماتنا الثلاث فقد كن مثالا للتميز والأخلاق الرفيعة وأياديهن البيضاء، سواء ممن التحقن بالمدرسة مطلع العام الجاري أو الأستاذة عزيزة المحمادي التي تعمل منذ أكثر من سبعة أعوام في المدرسة». في سياق آخر، طالب أهالي مركز السليم والدوارة بسرعة إيجاد مركز للدفاع المدني، حيث تأخرت سيارات الدفاع المدني ولم تصل إلا بعد ساعة وربع من البلاغ لبعد المركز عن موقع الحادث . وقال جابر السلمي: للأسف منذ 20 عاما نطالب بمركز الدفاع المدني، حيث نعاني في حال الحرائق التي تصيب المنازل والمزارع ونضطر للانتظار لساعات حتى تصل إلينا فرقة للإطفاء بعد أن تلتهم النار كل شيء أمامها. وأضاف: مركز السليم قام بمخاطبة الدفاع المدني وتجهيز قطعة أرض خاصة بالدفاع المدني وهم يماطلون منذ أكثر من عامين. من جهته، قال عبدالله البقيلي إنهم تضايقوا كثيرا من تأخر سيارات الشرشورة الخاصة باستلام جثمان المتوفين والمنتظر أن يتم تقديم شكوى جماعية للنظر في هذه القضية. وأضاف: استغرق وصول الشرشورة سبع ساعات كاملة كانت الجثمان خلالها ملقاة على الإسفلت، حيث جاءت السيارة من مكةالمكرمة التي تبعد 200 كلم عن القرية.