انتقل إلى رحمة الله أمس في المدينةالمنورة، صاحب الصوت الشجي العذب المؤذن بالمسجد النبوي الشريف حسين حمزة عفيفي عن عمر يناهز 85 عاما بعد مرض ألم به وغيبه عن مكبرية المسجد شهورا عدة، ليتقلص عدد المؤذنين إلى 16 مؤذنا. ولد عفيفي بالمدينةالمنورة عام 1348ه وعين مؤذنا بالمسجد النبوي الشريف عام 1378ه وبهذا يكون قد أمضى أكثر من 55 عاما يصدح بالأذان والنداء للصلوات الخمس إلى جانب زملائه من المؤذنين سواء من الجيل القديم أو الجديد، فيما يكون الفاصل بين وفاته ومؤذن المسجد الحرام عبدالعزيز أسعد ريس ثلاثة أشهر. شيخ مؤذني المسجد النبوي الشريف الشيخ عبدالرحمن خاشقجي، أوضح أن جميع مؤذني المسجد فقدوا إنسانا غاليا على قلوبهم يحملون له الحب والتقدير والسيرة الطيبة والذكرى الجميلة، سائلا الله أن يتغمده برحمته ومغفرته. أما مؤذن المسجد النبوي الأشهر عصام بخاري فقال: فقدنا أخا عزيزا وغاليا على قلوبنا فقد كان دائم السؤال عنا حتى في فترة مرضه وقبل أن يرحل إلى جوار ربه، ونسأل الله له الرحمة والمغفرة. من جانبه، قال الكاتب والأديب الدكتور عاصم حمدان إن حسين عفيفي رحمه الله كان من أقدم مؤذني المسجد النبوي الشريف وكان شجي الصوت ومن الذين يصعدون على المنارة الرئيسة بالمسجد والتي كانت مخصصة لنوعية معينة ومتميزة من المؤذنين الذين يتمتعون بالصوت الحسن وجهارة الصوت وكان يلقب ب «الريس» لهذا السبب. وأبان أن الراحل عفيفي كان في طليعة خريجي ومدرسي مدرسة العلوم الشرعية بالمدينةالمنورة وكانت المدرسة ذات صيت علمي رفيع، وكان عفيفي من الأصوات التي تتطلع لسماعها الآذان، مثل المؤذنين الراحلين أبو السعود ديولي، هاشم غباشي، عبد الستار بخاري، ومحمود النعمان. واستدعى حمدان قصة خلدها التاريخ للمؤذن الراحل في نهاية التسعينيات الهجرية، حيث انقطع التيار الكهربائي ذات مرة في المسجد النبوي، وكان عفيفي في طريقه ليؤذن في المنارة الرئيسة، إلا أنه اضطر للأذان في الصفة الصغيرة بجانب باب جبريل وفي منتصف الأذان عاد التيار الكهربائي لكن المصلين توسلوا إليه بإكمال الأذان لأنهم أرادوا أن يسمعوا صوته بدون المكبر. يذكر أن العزاء يتلقى بمنزل الفقيد في المدينةالمنورة خلف أسواق ابن داوود بحي الخالدية.