اضطر عدد كبير من طلاب مدرسة ابتدائية ومتوسطة في محافظة العارضة في منطقة جازان، للغياب بسبب تحويلهم للدوام المسائي مع ظهور تشققات وتصدعات في مبنى المدرسة. وفيما أكد أولياء أمور طلاب مدرسة الدقيقة الابتدائية والمتوسطة أن دراسة أبنائهم في المساء أفقدتهم التهيئة المناسبة لهم، أوضح ل«عكاظ» محمد رياني المتحدث الرسمي بإدارة التربية والتعليم في منطقة جازان أنه «تم الرفع بمحضر اجتماع أولياء أمور الطلاب مع إدارة المدرسة لمدير عام التعليم في المنطقة، ونحن في انتظار توجيهه، كما تم رفع خطاب للوزارة بشأن المبنى المدرسي»، مشيرا إلى أن النقل المدرسي للطلاب بشكل عام متوقف حاليا. وأشار أولياء أمور الطلاب إلى أنه من غير الطبيعي أن يذهب الطالب المستجد ذو الست سنوات إلى مدرسته بعد الساعة الثانية عشرة ظهرا ويخطو خطواته الأولى في عالم المدرسة ولهيب الشمس يكوي جسده. ولم يمض على إنشاء مبنى المدرسة ذي الثلاثة طوابق إلا عام ونصف تقريبا، إلا وتظهر فيه تصدعات وشكلت حينها لجان من عدة جهات مختلفة لمعاينته، لتصدر التعليمات بعدها بإخلاء الطلاب من المبنى فورا لكونه يشكل خطرا عليهم، ونقل الدراسة للدوام المسائي في مدرسة الصيابة الابتدائية والمتوسطة في قرية الصيابة بدءا من تاريخ 1/11/1431ه، مع توفير وسيلة النقل المدرسي للطلاب والتي تم سحبها مؤخرا بتاريخ 1/1/1433ه دون توفير نقل بديل. وبدأ غياب الطلاب الجماعي ووصل لأكثر من 155 طالبا السبت الماضي، ولا يزال الغياب مستمرا، ما حدا بأولياء أمور الطلاب عقد اجتماع مع إدارة المدرسة، وأكدوا إصرارهم على عدم السماح لأبنائهم للدراسة في المساء، منوهين أنهم راجعوا إدارة تعليم جازان مرارا وتكرارا لمواجهة معاناتهم. «عكاظ» عاشت معاناة أسر وطلاب المدرسة، مستغربين من إدارة التعليم عدم قدرتها على حل مشكلتهم التي لها ما يقارب العامين، مشيرين إلى تدني المستويات التحصيلية للطلاب، وكثرة الغياب المتكرر للبعض منهم نظرا لتوقف وسيلة النقل المدرسي مما اضطرهم لدفع 300 ريال عن كل طالب لنقلهم في مركبات متهالكة ومكشوفة للغبار والمطر وتعرضهم لمخاطر الطريق يوميا، إضافة لحرمانهم من ممارسة الأنشطة اللاصفية. يبدأ الطلاب في التجمع يوميا منذ الحادية عشرة والنصف تقريبا من أجل نقلهم بالمركبات المكشوفة المارة على الطريق، معرضين أنفسهم للخطر وحرارة الشمس خلال عبورهم لمسافة تتجاوز عشرة كيلو متر عن منازلهم. يقول المواطن جابر عايل حريصي «أي مسؤول في تعليم جازان لا يرضى لابنه أن يصحو من النوم ظهرا بعد أن فقد الكثير من النشاط والحيوية، ثم يذهب إلى مدرسته بعد الظهر لتلقي تعليمه»، متسائلا: أي تعليم سيتلقاه هذا الطالب؟! أي صفاء ذهني سيكون بحوزته ونظام المدرسة قلب موازينه؟! وأية تهيئة نفسية سيقدمها له معلمه؟! أي استعداد عقلي سيملكه وهو يفكر ببقية إخوته الذين قد عادوا إلى البيت؟!، وأضاف: خمسة أشهر هي مدة المكاتبات بين وزارة التربية وتعليم جازان من أجل إيجاد مكتب هندسي خاص لعمل دراسة واستشارة حول صلاحية المبنى الإنشائية. زارت «عكاظ» منزل المواطن حسين مشيخي والذي تعرض اثنان من أبنائه لإصابات متفرقة نتيجة سقوطهما من إحدى المركبات المكشوفة عندما كانا في طريقهما إلى المدرسة، قال «مستوى التحصيل الدراسي لأبنائي في تدن مستمر بسبب الدوام المسائي»، مضيفا تم إيقاف النقل المدرسي عن الطلاب مع بداية العام الجديد، ما نضطر أغلب الأيام لعدم السماح لهم بالذهاب إلى المدرسة. من جهته، قال مفرح يحيى حريصي تقدمنا بطلب لإدارة التعليم بعد أن نفد صبرنا على سلبيات الدوام المسائي الذي لا يخفى أثره سواء على الأسرة أو على مستوى التحصيل الدراسي للطلاب، مشيرا إلى أن عدم توفر البديل زاد من معاناة أبنائنا الطلاب وحرمهم من مواصلة دراستهم لارتباط الغالبية من أولياء الأمور بأعمالهم من الصباح إلى ما بعد الظهر، وأضاف وجه مساعد الشؤون المدرسية بتأمين وسيلة نقل شهري للطلاب من تاريخ 10/1/1433ه إلا أن توجيهاته لم تنفذ حتى الآن. وأكد ل«عكاظ» عدد من طلاب المدرسة أن الدوام المسائي أثر على تحصيلهم العلمي، وحرمهم من مزاولة الأنشطة الرياضية والإذاعة الصباحية وغيرها، مشيرين إلى أن المتفوقين منهم تدنى مستواهم الدراسي لأقل من جيد جدا لعدم استيعابهم لما يشرح لهم من دروس في المساء، مشيرين إلى أنهم يضطرون للتعلق بالمركبات المكشوفة على الطريق معرضين أنفسهم للخطر من أجل الوصول للمدرسة ظهرا والعودة للمنزل عصرا طلبا للعلم وذلك بعد سحب وسيلة النقل المدرسي عنهم. وبينوا أنهم يعانون من تدني في الصحة نتيجة عدم تناول الوجبات الغذائية في وقتها، حيث أنهم يستيقظون ظهرا للذهاب إلى المدرسة مما يفوت عليهم وجبة الإفطار الصباحي.