يبدو أن أصدقاء الشعب السوري لديهم تفسير خاص للمثل الشائع «الصديق وقت الضيق» الذي يفهمه الناس بأنك إذا كنت فعلا صديقي فعليك مساعدتي بصدق وإخلاص وبسرعة على الخروج من حالة الضيق التي أمر بها، بتقديم كل ما تستطيعه من وسائل المساعدة العملية.. سبعون دولة زعمت أنها تمثل تكتلا لأصدقاء الشعب السوري اجتمع ممثلوها في تونس يوم الجمعة لبحث كيفية مساعدته على الخروج من الكارثة الدموية التي يرزح تحت نيرها منذ عام، لكن الاجتماع أفضى إلى بيان لا يرقى إلى حجم المأساة كما قال الأمير سعود الفيصل، وهو كذلك بالفعل لأنه كان باهتا ومائعا وغير عملي، لا يزيد في متنه عن تكرار أو إعادة صياغة لبيانات وتوصيات سابقة.. ليس غائبا عن إدراكنا أن الوضع السوري وصل إلى مرحلة معقدة، لكن من أسباب وصوله إلى هذه المرحلة التباطؤ والتسويف والتردد الذي مارسه المجتمع الدولي وتصويره للوضع السوري منذ البداية أنه حساس وله خصوصية تجعله مختلفا عن الوضع في باقي الدول التي قامت فيها ثورات التغيير. المبالغة في هذا التصور وتكثيف هذه الرؤية جعل النظام يشعر بثقة وارتياح واطمئنان إلى أنه في موقف قوي يجعله قادرا على رفض مبادرات الحلول السياسية والاستمرار في استخدام العنف المتزايد الذي حصد 103 قتلى يوم انعقاد مؤتمر الأصدقاء، وهذه رسالة واضحة من النظام أنه غير عابئ بكل دعوات الحل السلمي. وبما أنه قد أكد هذا التوجه في أكثر من سابقة فإننا لا نفهم ما هي المعجزة التي كان يتوقعها أصدقاء سوريا هذه المرة.. نحن نقدر حرص المؤتمرين على تجنيب سوريا الدخول في مزيد من العنف بعدم تفضيل التسليح للمعارضة، ولكن ما الذي سيكون أسوأ مما يحدث الآن، وهل يختلف الأمر طالما النتيجة واحدة، ضحايا كل يوم نتيجة مواجهة بين شعب أعزل وجيش مسلح؟. فرض مزيد من العقوبات بشكل تدريجي لن يغير كثيرا في الأمر على المدى القريب، والمساعدات الإنسانية لن تفيد لأن النظام لن يسمح بوصولها للشعب. وعقد مؤتمر آخر بعد ثلاثة أسابيع في اسطنبول انطلاقا من هذا التصور للحل لن يقدم شيئا للشعب السوري من أصدقائه. وطالما هذا هو الإطار الذي تجري فيه محاولات إنقاذ الشعب السوري فإننا لا نفهم حيثيات الثقة التي تخللت تصريح هيلاري كلينتون وهي تقول: النظام السوري سيدفع الثمن باهظا إذا استمر في تجاهل صوت المجموعة الدولية، وأنها على ثقة بأن أيام الأسد باتت معدودة.. ممكن تفهمينا كيف يا سيدة هيلاري؟؟. [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة