أوصت حلقة نقاش بعنوان: «دول الخليج العربية من التعاون إلى الاتحاد: حلم الشعوب .... وقرارات القادة»، أمس على أهمية عقد حلقات نقاش أخرى موسعة للنخب الثقافية في دول مجلس التعاون؛ لتعميق الأفكار والرؤى حول مستقبل الاتحاد الخليجي، وكذلك أهمية العمل على تجسيد مبادرة خادم الحرمين الشريفين، الداعية إلى إقامة اتحاد خليجي، ووضع الآليات الفاعلة لتحقيق تلك الدعوة التي تمثل مطلبا شعبيا وضرورة استراتيجية ومصلحة ملحة، وقالوا: «تعد المبادرة خطوة تاريخية تستجيب لمتطلبات المرحلة الراهنة، وتعبر عن قراءة واقعية لما قد يحمله المستقبل من تحديات تستلزم العمل بروح وحدوية فاعلة». وتضمنت توصيات حلقة النقاش التي نظمتها اللجنة الثقافية لمهرجان الجنادرية بالتعاون مع معهد الدراسات الدبلوماسية، بضرورة أن يكون الاتحاد كيانا استراتيجيا ودفاعيا ليشكل حصنا منيعا لدول مجلس التعاون لمواجهة الأخطار الخارجية، والتأكيد على أن مسؤولية تحقيق أمن واستقرار المنطقة تقع على كاهل أبناء ودول المنطقة، وعلى الاتحاد الخليجي العمل على وضع مفهوم استراتيجي شامل يتضمن آليات فاعلة للدفاع المشترك، وردع التهديدات الخارجية المحتملة في إطار مظلة خليجية واحدة ومتكاملة، وأهمية أن يعكس الاتحاد التماسك السياسي والدبلوماسي الخليجي على نحو يزيد من مكانة وثقل دول الخليج العربية إقليميا ودوليا، ويحقق أمنها واستقرارها. وأوصى المشاركون في الحلقة بضرورة تعميق الاتحاد لأوجه التكامل الاقتصادي بين دول الخليج العربية بما يحقق رفاه شعوبها، ويقوي المكانة الاقتصادية الدولية لدول الخليج العربية، وأهمية أن يسهم الاتحاد في زيادة فرص العمل للشباب الخليجي، ويحد من العمالة الأجنبية وإحلالها بالقوى العاملة الخليجية، وسينعكس ذلك لخفض التحويلات المالية التي تستنزف اقتصاديات دول الخليج العربية، وضرورة أن يعكس الاتحاد قوة دول الخليج العربية كمصدر رئيسي للطاقة العالمية، وكأحد الشركاء العالميين لتوفير الطاقة على نحو يعزز استقرار الاقتصاد العالمي، ويدعم مكانة دول الخليج العربية على المشهدين السياسي والاقتصادي الدولي، وكذلك التأكيد على إيجاد مجتمع خليجي قوي متماسك الوحدة الداخلية وذو نسيج اجتماعي مترابط مهما اختلفت الفروقات الاجتماعية أو المذهبية، لمواجهة المتغيرات الإقليمية والدولية، وتعزيز البنية الداخلية للاتحاد بالمشاركة السياسية وتطوير آلياتها، والرقي بمجتمعات دول الخليج العربية وشعوبها في مجال التنمية، وفتح المجالات للشباب للإبداع. الحلقة التي شارك فيها نخبة من المفكرين والأكاديميين من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لمناقشة مبادرة خادم الحرمين الشريفين الهادفة لنقل المجلس من صيغة التعاون إلى الاتحاد، حثوا على بذل الجهود لتنفيذ المبادرة التي تأتي في ظل ظروف إقليمية ودولية بالغة التعقيد، مؤكدين أن المبادرة تهدف لتعزيز تلاحم دول مجلس التعاون من أجل حماية المكاسب الوطنية والخليجية، وناقش المشاركون في الحلقة الأبعاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية لنتائج الاتحاد الخليجي المرتقب.