تذكرني والدتي الحبيبة في كل عام باقتراب (عيد الأم) لا لشيء إلا لأنها ترغب في الحصول على قليل من الدلال مغلف بطريقة جميلة داخل كيس كرتوني مزركش! ولكن كل محاولاتي السنوية فشلت في إقناعها بأني أكبر هدية لها في كل يوم، وأن حبي لها لا يحتاج إلى إثبات! ثم.. عيد الحب (الفلنتاين) وما أكثر أعيادنا الدخيلة: ورود حمراء، دببة حمراء، وأكياس حمراء، وغير ذلك من الحمراوات! محاولات عقيمة تلك التي تحاول إقناع من يحتفلون بهذه الأعياد بأنها ليست من قيمنا العقائدية وتعاليمنا الإسلامية، لكن يأتيك الرد سريعا: ليس عيد الحب ولكن يوم الحب، وليس عيد الأم ولكن يوم الأم، محاولات للتبرير والتحليل، تماما كما (فين إذنك ياجحا). من الكريسماس، لرأس السنة، للأم، وما يتخللها كذلك من احتفالات أخرى. ولست هنا بصدد تحليل أو تحريم، لأن الجميع يعرف أن أعياد المسلمين ثلاثة فقط: الأضحى،الفطر، والجمعة.. وما غير ذلك دخيل. ولكن.. القلوب التي آثرت الاحتفال والغناء وتوزيع الهدايا الحمراء وغير الحمراء لا تذكرني كلما رأيتها إلا بدماء الشهداء والأبرياء في بلادنا العربية، إخواننا في فلسطين وسوريا ومصر.. والكثير من بلاد المسلمين التي تعاني كل يوم من الظلم من إخوان لهم عرب ومسلمين، أو من عدو غاصب.. ومحتل بغيض! همستي: أشم رائحة دم طفل بريء بكت أمه أنهارا من دموع حفرت على وجنتيها خنادق الألم والحسرة.. في وردتك الحمراء الحبيبة!