أكد الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أن الإجماع العالمي في الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس الأول حول قرار إدانة جرائم النظام السوري ودعم الخطة والمبادرة العربية لحل الأزمة السورية، يشكل خطوة مهمة لاستمرار الضغط على الأسد لوقف العمليات العسكرية وإنهاء قتل المدنيين. وكشف العربي في تصريحات ل«عكاظ» عن جهود دبلوماسية عربية ماراثونية في الآونة الأخيرة بهدف توفير الدعم الدولي الواسع للتحرك العربي، وخاصة منذ عرقلة الفيتو الروسي الصيني المزدوج في 4 فبراير الماضي. وأعرب عن أمله أن تشهد الفترة المقبلة تحركا واستمرارا لهذا الزخم الدولي لممارسة المزيد من الضغوط على النظام السوري، مؤكدا أن مؤتمر أصدقاء سورية سيتداول ما يجري اتخاذه من قرارات وتحركات دولية، خصوصا على ضوء القرار الصادر عن الجمعية العامة وكيفية استثمار هذه الخطوة لوضع حد لنزيف الشعب السوري، فضلا عن توفير المساعدات الإنسانية وكيفية وصولها إلى المناطق المنكوبة. إلى ذلك أفصحت مصادر دبلوماسية عربية ل«عكاظ» أن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بدأت مع الحكومة التونسية جهودا مكثفة للترتيب لعقد المؤتمر، الذي دعيت إليه دول عربية وأجنبية وبعض المنظمات الإقليمية وعلى رأسها الأممالمتحدة والتعاون الإسلامي والاتحاد الأوروبي. وذكرت المصادر أنه من المنتظر أن يشهد المؤتمر حضورا واسعا من جانب وزراء الخارجية العرب، وفي مقدمتهم وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي ومصر. وكشفت أن بندين أساسيين يتصدران جدول أعمال المؤتمر يتعلق الأول ببحث توفير كل أشكال الدعم للمعارضة السورية والعمل على إمدادها بالسلاح، لتمكينها من الصمود أمام عمليات الإبادة التي تشنها قوات النظام السوري. والثاني بحث الاعتراف بالمجلس الوطني، غير أن مصادر مستقلة كشفت عن معضلة تواجه هذا الاعتراف تتمثل بعدم توحد فصائل المعارضة بعد وانضوائها تحت فصيل واحد. وأكد وزير الخارجية التونسي رفيق عبدالسلام أنه لن يكون هناك تمثيل رسمي للمجلس الوطني السوري في المؤتمر الذي سيعقد في 24 فبراير (شباط) الحالي. وشدد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في مؤتمر صحافي مشترك في باريس على الدور الأساسي للمعارضة السورية المدعوة إلى تنظيم صفوفها بشكل أفضل. وقال ساركوزي نحن مستعدون لبذل مزيد من الجهود لكننا نقول لجميع الذين يريدون الديمقراطية في سورية نظموا صفوفكم، تجمعوا، وقولوا لنا كيف نستطيع أن نساعدكم وسنقدم لكم مزيدا من المساعدة. وأكد أندرس فو راسموسن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «الناتو» أن الحلف لا يعتزم التدخل في سوريا حتى في حالة صدور تفويض من الأممالمتحدة لحماية المدنيين. وقال إنه رفض أيضا إمكانية تقديم أي إمدادات أو مؤن لدعم ممرات إنسانية مقترحة لنقل مواد الإغاثة للبلدات والمدن التي تتحمل وطأة حملة القمع.