• عقدت قراني قبل عام واستعددت للزواج من شاب مبتعث للدراسة إلى الخارج ، ورأيت فيه مخافة الله وهو شخص جاد بعض الشيء ولكن يبدو عليه من خلال شخصيته عدم درايته بالكثير من أمور الأنثى. مشكلتي أن عريسي لم يكلمني بعد سفره إلا ثلاث مرات (نعم ثلاث مرات فقط) والمكالمة لا تتعدى دقائق معدودة وتدور حول السؤال عن الصحة والأحوال، مما يشعرني بعدم وجود الحميمية في نبرة صوته وحديثه معي، ومن ناحية أخرى أجد أنه يتصل بأمه وأخواته ووالده بشكل شبه يومي. كثيرا ما أتساءل: لماذا لا يكلمني ولو مرة أسبوعيا ، ولماذا لم ينطق بكلمة أحبك إلى الآن، وبجانب ذلك لم يناقشني عن مواضيع الزواج والبيت والمستقبل، أشعر أن اهتمامه بي شبه معدوم ، مع أنه لم يجبره أحد على الزواج ، وارتباطه بي كان برغبة منه وباقتناع وموافقة منذ النظرة الشرعية. لا أخفيكم بدأت أعاني نفسيا، لا أعرف كيف يكون حالي مستقبلا ؛ لأننا بعد الزواج سنسافر سويا إلى أمريكا مرة أخرى لإكمال دراسته ، فكيف أعيش مع شخص لا أعرفه إلا بالاسم فقط. عبير الرياض يا أخت عبير، طرحنا مشكلتك على المحلل النفسي ومستشار العلاقات الأسرية والمجتمعية الدكتور هاني بن عبدالله الغامدي فقال: كثير من الرجال لا يبدأ بالتعامل الحميمي المشاعري وذلك بحكم تكوينه الذكوري الذي فطره المولى عز وجل عليه ، ولا تتعجبي بأن كثيرا من الرجال أيضا لديه نسبة الحياء عالية بحكم مخافة الله وطريقة تربيته ، وبالتالي عدم الدراية بما تحتاجه علاقته الشرعية بالأنثى معه كرجل، وهنا يأتي دورك أنت كشريكة لحياته في غرس مشاعرك بالكلام الحميمي واللغة الغزلية التي من واجبك بأن تبدأي بها وتزرعيها من الآن لكي يكون هذا هو نهجك في التعامل معه، ولفت نظره بطريقة غير مباشرة بأن هذا ديدنك وأسلوبك، ولا حرج في ذلك فهو فارس أحلامك وزوجك الشرعي ، وبالتالي يبدأ هو بالمشاركة معك، ولا عجب أن كثيرا من العرسان الجدد يكون تحت تأثير بعض التوجيهات من أمه أو أخواته ، فاعلم أيها الزوج العريس أن وقوعك تحت ذلك التأثير إنما هو دمار لك ، وهنا يأتي دورك وحكمتك في أخذ ماهو لك منه دون المساس بمقوماتك التي تربيت عليها. أما موضوع تواصله مع أسرته بشكل مستمر إنما هو دلالة على أنه يجد لديهم مالم يجده عندك إلى الآن دون قصد منك بالتقصير وهو الانتماء، وبالتالي فأنت الآن من ستستحوذ عليه وهنا يأتي دورك كما ذكرنا بأن تكوني أنت من يقدم ويبادر ويبدأ دائما، والمهم أن يكون هذا التقديم والمبادرة دون انتظار ومجاهدة منك لرد فعل من الزوج بالمقابل، إنما اجعلي ذلك تطبيقا للأسلوب كي تعتنقيه أنت أولا ؛ولكي يراه هو فيك ومنه يبدأ بالتعامل معك حميميا من خلال تدريبك له غير المباشر ، وفقك الله في حياتك الزوجية.