هل فعلا أنشئت منظمة الأممالمتحدة لأهداف إنسانية نبيلة، وهل أثبت تأريخها أنها تتمثل العقل والأخلاق والإنصاف في قراراتها؟؟. هذا السؤال الجوهري المهم لم يقترب منه الكثير من الحكام لحساسيته وتماسه مع العلاقات باللاعبين الكبار، رغم أنهم يعرفون الحقيقة. التوجس من تبعات الطرح العلني لهذا السؤال يجعله مضمرا على الدوام لأن السياسة اقترنت بلعبة المصالح والبقاء في خانة المناورة قدر الإمكان، وليس التعبير عن المواقف بلغة واضحة وضمير حي يستشعر المسؤولية الأخلاقية تجاه الشعوب.. يوم الجمعة الماضية وأمام العالم كله قالها عبدالله بن عبدالعزيز بشجاعة وبكل ما تمليه عليه أخلاق الإنسان النبيل والزعيم الذي لا يخشى في الحق لومة لائم. «ما حدث لا يبشر بالخير، ثقة العالم بالأممالمتحدة اهتزت».. هكذا أعلنها الحاكم الحر الذي آلمه التواطؤ على شعب بأكمله من قبل المنظمة التي تدعي أنها حريصة على إنصاف الشعوب. ولم يقف عند هذه الجملة فحسب، بل أراد أن يسجل موقفا غير مسبوق بقوله إنه «لا يصح أن تحكم عدة دول العالم» وهو بذلك يشير إلى الذين جعلوا أنفسهم أوصياء على مصائر الشعوب لصالح مصالحهم، وإن كان الملك عبدالله يشير إلى ما حدث خلال التصويت على القرار الأممي بشأن المعاناة القاسية التي يعيشها الشعب السوري، أي إلى موقف روسيا والصين تحديدا، فإنه أيضا يشير إلى بقية الدول التي تمسك بخيوط اللعبة ومفاتيحها، ولا تتورع عن اتخاذ مواقف صادمة للمشاعر ومتناقضة مع العقل والأخلاق. أمريكا وبقية الدول التي تملك حق الفيتو ليست أفضل أخلاقا من روسيا والصين حين يتعلق الأمر بمصالحها، لكن السؤال الأهم هو لماذا استمرت هذه الدول قادرة على اتخاذ القرارات غير المنصفة؟ ببساطة لأنها الأقوى. ولماذا الأقوى؟ ببساطة أيضا لأن الآخرين استسلموا للضعف. القوي لا يخلقه غير الضعيف، والضعيف هو الذي يخلق أسباب ضعفه، لكنه إذا قرر أن يخرج من حالة الضعف فإنه قادر على ذلك. العالم الآن بدأت تظهر فيه ملامح إرادة التغيير بهدم حواجز الخوف من المتسلطين على شعوبهم والبائعين لأوطانهم، و مادام الأمر كذلك فإن الوصاية الجائرة لعدة دول على العالم لم تعد لائقة بالإنسان والإنسانية. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة [email protected]