في سياق متصل بمشروع (إعادة نشر مختارات من التراث الإسلامي الحديث)، نظمت مكتبة الإسكندرية ندوة في شهر ديسمبر 2009م، بعنوان: (في الفكر النهضوي الإسلامي)، خصصت لعرض ومناقشة نماذج من التقديمات التي تم إنجازها لبعض الكتب المختارة، وكان عددها اثني عشر كتابا، وهي أولى النماذج المنجزة، وجرى التركيز في هذه الندوة على شرح ومناقشة جانب الخبرة في إنجاز هذه التقديمات. حضر هذه الندوة فريق الباحثين المشاركين في هذا المشروع وجمع من الباحثين المقترحين للانضمام إلى هذا الفريق، بالإضافة إلى أعضاء اللجنة الاستشارية، وعلى هامش هذا المؤتمر عقدت اللجنة الاستشارية اجتماعا، وتكررت هذه الاجتماعات وتواصلت خلال السنتين الأخيرتين. وفي شهر مايو 2011م صدرت الدفعة الأولى من هذا المشروع، وضمت أحد عشر كتابا لمؤلفين هم: عبدالعزيز جاويش والشيخ مصطفى عبدالرازق ومحمد مصطفى حلمي ونبوية إسماعيل من مصر، والشيخ محمد الطاهر بن عاشور والطاهر الحداد من تونس، وعلال الفاسي من المغرب، وعبد الرحمن الكواكبي من سوريا، ومحمد باقر الصدر من العراق، وعلي شريعتي من إيران، ومحمد إقبال من الهند. حمل هذا المشروع عنوان: (في الفكر النهضوي الإسلامي)، وقدم له الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية والمشرف العام على هذا المشروع، في هذه المقدمة شرح الدكتور سراج الدين الرؤية العامة لهذا المشروع، وما يهدف ويسعى إليه. وعن هذه الرؤية يقول الدكتور سراج الدين: إن فكرة هذا المشروع قد نبعت من الرؤية التي تتبناها مكتبة الإسكندرية بشأن ضرورة المحافظة على التراث الفكري والعلمي في مختلف مجالات المعرفة، والإسهام في نقل هذا التراث للأجيال المتعاقبة، تأكيدا لأهمية التواصل بين أجيال الأمة عبر تاريخها الحضاري. ومن جهة الهدف، يرى الدكتور سراج الدين: أن هذا المشروع يهدف إلى تكوين مكتبة متكاملة ومتنوعة، تضم مختارات من أهم الأعمال الفكرية لرواد الإصلاح والتجديد الإسلامي خلال القرنين الأخيرين، خصوصا وأن قسما كبيرا من كتابات هؤلاء الرواد لا يزال بعيدا عن الأضواء، وبقي محدود التأثير في مواجهة المشكلات التي تواجهها مجتمعاتنا المعاصرة. وليس صحيحا في نظر الدكتور سراج الدين أن جهود العطاء الحضاري والإبداع الفكري للمسلمين قد توقفت عند فترات زمنية مضت عليها قرون عدة، والصحيح أن هذه الجهود قد استمرت ولم تتوقف، وهذا ما يحاول هذا المشروع البرهنة عليه. وأقدر أن هذا المشروع بعد اكتماله سيكون أحد أهم المشاريع الثقافية الكبرى المنجزة في المجال العربي المعاصر، وكم كانت الأمة بحاجة لمثل هذه المشاريع الثقافية المميزة والكبيرة، ولهذا المشروع بالذات المفعم بروح اليقظة، والذي يعيد للأمة الوعي بذاتها الحضارية، ويعزز فيها مفهوم الأمة الواحدة والجامعة، ويقدم لها أجود وأثمن عطاء فكري وحضاري في القرنين الأخيرين، ويعرفها بألمع المفكرين والمصلحين الذين نحن بأمس الحاجة إلى تذكرهم، واستعادة التواصل مع خطابهم الإصلاحي والتنويري. ومع هذا المشروع الطموح، أصبح من الممكن الإجابة على السؤال الذي طالما كنا نكرره، ونطرحه على أنفسنا في مناسبات عدة، وهو أين هي المشاريع الثقافية الكبرى في الأمة، وفي المجال العربي بصورة خاصة! [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 113 مسافة ثم الرسالة