وقعت «اس أويل» ثالث أكبر شركة لتكرير النفط في كوريا الجنوبية عقدا نادرا مدته 20 عاما لشراء الخام من أرامكو السعودية. وقالت الشركة التي تملك فيها أرامكو حصة 35 في المائة أمس، إن العقد مع أكبر مساهميها أول التزام طويل الأجل من نوعه توقعه المملكة. وقالت الشركة الكورية في بيان نقلته رويترز إن «عقد إمدادات الخام من أكبر بلد منتج للنفط في العالم في وقت يشهد تقلبات شديدة في الأسواق.. سيضمن استقرار عمليات مصفاة الشركة». وأضافت أن العقد «غير مألوف إلى حد كبير» في سوق يسود فيها إبرام عقود توريد لمدة عام واحد. وأشارت إلى أنه من المتوقع أن تساعد الكمية الإجمالية التي ترد إلى البلاد برفع سعة حجم تكرير النفط خلال العقدين المقبلين. وأضافت أن عقد مثل هذه الصفقة ممكن بفضل الثقة المتبادلة بين الشركتين في الماضي والعلاقات القوية القائمة بين سيول والرياض. إلى ذلك، قال السفير الكوري الجنوبي في المملكة كيم جونج يونج ل «عكاظ» إن هذا العقد مع أرامكو لمدة عشرين عاما، يعتبر استثمارا سعوديا ضخما في كوريا الجنوبية. وأضاف أن كوريا الجنوبية تعتبر أكبر دولة في آسيا توجد فيها استثمارات سعودية، مشيرا إلى أن استثمارات المملكة في كوريا كبيرة ونتطلع إلى زيادتها خصوصا في المجالات النفطية. وأضاف أننا نتطلع إلى تطور التعاون المشترك ما بين المملكة وكوريا الجنوبية في مختلف المجالات الاقتصادية وخصوصا في مجال الثقافة والتربية والأمن القومي ومجال البنى التحتية. من جانبه، أوضح عضو لجنة النقل البري في غرفة الشرقية عبدالرحمن العطيشان ل «عكاظ» أن العلاقات الاقتصادية السعودية الكورية ليست وليدة اللحظة بل تمتد إلى عقود طويلة، مشيرا إلى أن التعاون الاقتصادي بين البلدين سجل تطورا كبيرا في السنوات الماضية، معتبرا زيارة الرئيس الكوري إلى المملكة تعطي دفعة قوية للعلاقات في مختلف المجالات، مضيفا، أن دخول الشركات الكورية إلى المملكة يعود إلى سنوات طويلة، ومعظمها يعمل في مجال المقاولات وكذلك القطاع البتروكيماوي، مؤكدا، أن هناك نموا كبيرا في الميزان التجاري بين الطرفين. وتوقع استمرار النمو الاقتصادي في السنوات المقبلة، خصوصا أن الزيارة الرسمية للرئيس الكوري تعطي زخما قويا للعلاقات الاقتصادية. وذكر أن الشركات الكورية تنفذ عددا من المشاريع سواء لشركة سابك أو مع الدولة وكذلك مع سكة الحديد، معتبرا دخول الشركات الكورية للسوق السعودي يعني الكثير بالنسبة إلى الاقتصاد الكوري، لاسيما أن هذه المشاريع تقدر بمئات الملايين من الريالات، ما يعزز من الميزان التجاري بين الطرفين، مبينا، أن كوريا على غرار اليابان لا تمتلك موارد طبيعية، وإنما تركز على المجالات التقنية والكوادر البشرية، فهي تمتلك كوادر بشرية على كفاءة عالية في العديد من المجالات، ما يؤهلها للدخول في الكثير من الأسواق العالمية.