تطالعنا وسائل الإعلام المختلفة بين الفينة والأخرى بعدد من الأخبار التي تختص بالقبض على أحد المشهورين أو المهمين وغيرهم في قضايا كبيرة باختلاف أنواعها. وهو أمر أرى أنه عادي وأمر معتاد إذ أن البشر يخطئون ويقعون في الزلل سواء كانوا مشاهير أو من عامة الناس. ولكن الذي لاحظته هو تهافت الجميع على معرفة من هو هذا الشخص الذي وقع في الزلل أو الخطأ ومن ثم يبدأ البعض في سل ألسنتهم الحادة للنيل من ذلك الشخص واتهامه بألفاظ أربأ بالقارئ الكريم من أن يقرأها في ثنايا هذه الأسطر. ورغم حرص أغلب وسائل الإعلام على ستر وإخفاء شخصية ذلك الشخص المخطئ وهو أمر محمود تشكر عليه، إذ أن الأصل في الناس الخير والبراءة. إلا أن البعض من المتطفلين والشامتين يسهر ليله ويصوم نهاره ويواصل الساعات الطوال عبر المواقع الإلكترونية ووسائل الاتصال المختلفة ليتعرف على ذلك الشخص ومن ثم يبدأ في نشر اسمه على الجميع في محاولة منه لفضح ذلك المخطئ والنيل منه والتشفي منه وكأنه هو المنزه عن الخطأ والمعصوم من الوقوع في الزلل. لذا أتمنى من جميع الإخوة الكرام الذين أشغلوا أنفسهم بالبحث عن عيوب الناس واصطياد أخطائهم بأن يترفعوا عن مثل تلك التصرفات الطائشة التي لن يجنوا من ورائها سوى الخيبة والخسران. إذ أننا جميعا معرضون للخطأ وكلنا خطاؤون ولكن الخير في من يتوب عن خطئه ولا يعود له. وقد يتوب ذلك المخطئ المشهر به توبة يعجز عن فعلها من سواه ويصلح من نفسه صلاحا يعجز من سواه أن يحققه. د. خالد علي أبو عرب (الرياض)