يقال إن رجلا يدعى شفيق جبر، كان مولعا بالسفر .. مغرما باللهو، وحدث أنه زار ذات يوم إحدى المدن، وقد ضمن برنامجه زيارة لمقبرة المدينة، وبينما هو يسير بين القبور متأملا رق قلبه وسكنت روحه، وإذا به يجد لوحة على أحد القبور وقد كتب عليها فلان بن فلان ولد عام 1895 ومات سنة 1964 ومات وعمره «شهر»، ومر بقبر آخر مكتوب عليه فلان بن فلان ولد عام 1903 ومات سنة 1985 ومات وعمره «خمس سنوات»، امتلكته الدهشة والاستغراب ونال منه العجب ما نال، فتوجه نحو عامل المقبرة وسأله عن هذه المفارقة العجيبة! ورد عليه عامل المقبرة : نحن في مدينتنا نقيس عمر الإنسان بقدر إنجازاته وعطاءاته، وليس بحسب عمره الزمني، ورد عليه صاحبنا شفيق وكان ذا دعابة وطرافة : أجل .. إذا وافاني الأجل في مدينتكم .. فاكتبوا على قبري: هذا قبر شفيق جبر من بطن أمه إلى القبر!. تذكرت هذه الطرفة وأنا أرى الكثير من الناس «للأسف الشديد» أمثال شفيق جبر، ليس لديهم أي إنجازات أو عطاءات في حياتهم، وإنما أوقاتهم مليئة بالضجر والتضجر.