قضى أهالي العرضيتين الشمالية والجنوبية أيام العيد بين وجهين الأول المعا صرة و الثاني الأصالة.. وتجلى ذلك في المحافظة على المائدة التراثية، حيث حضرت العديد من الأكلات الشعبية المعروفة سواء في تهامة أو السراة والتي منها العيش، العصيدة، لكسكسية، فيما غابت مظاهر التراث الراقص كالعرضة ونحوها. وقد وقفت الجزيرة على طرائق إعداد الأكلات الشعبية في العرضيتين والتي منها: العيش يعمل العيش من الذرة أو الدخن وطريقة العمل هي: أولاً يخمر الدقيق بصفوة الخبز الحامض أو اللبن الرائب وفي اليوم التالي يضاف الماء ويوضع على النار في تورة (قدر فخار) أو حلة، وعند بداية الغليان يرش الدقيق مع تحريك الصفوة حتى يجمد قليلاً، ثم ينزل من النار حتى يبرد، ثم يضاف إليه السمن البري أو اللبن الرائب. يؤكل وهو خفيف على المعدة وأفضل ما يعمل العيش من حب الذرة أو الدخن. العصيدة أكلة العصيدة تعتبر أكلة شعبية بالمنطقة، ويتم تحضيرها من الدقيق سواء دقيق الذرة أو الدخن أو القمح وتكون لذيذة إذا كان الدقيق من المزروع محلياً، وهي صلبة قليلاً وتؤكل مع السمن والعسل أو مع المرق واللحم أو اللبن وهي خفيفة على المعدة وسهلة الهضم. ويقابل ذلك العصيد (المحلى) بالعسل أو بالسكر. كسكسية هي أكلة شعبية معروفة في السراة وتهامة وتحضر من دقيق الذرة أو الدخن، يرش رشاً خفيفاً ويعمل على شكل حبيبات.. وتعد فوق النار تورة (قدر من الفخار)، ويوضع فيها اللحم مضافاً إليه البهارات اللازمة والماء بعد الغليان، ويوضع الدقيق في تورة أخرى قعرها مخرق ثم يضاف على التورة الأولى لتصبح على شكل طابقين، ويلحم ما بين التورتين بعجين حتى لا يتسرب البخار، وتغطي التورة العليا.. وبعد التأكد من استواء اللحم توضع الكسكسية في صحن وترش بالمرق وتقدم للضيوف مع اللحم الناضج. وسابقاً كما هو معروف فإن الدقيق المفضل هو مطحون الرحى المعروفة والسمن المحفوظ في العكة وهي وعاء من الجلد. وأما الصحاف فهي أوان خشبية تصنع من شجر السدر أو الغرب أو القفل، ويوضع فيها العيش البلدي الشعبي والعصيد.