ودعنا بالأمس القريب أحمد بن غرم الله الطاحسي الغامدي (أبا بندر)، كان رحمه الله من الدعاة إلى الله على بصيرة كان صدوقا، وكان تقيا ورعا عابدا ناسكا بشوشا خلوقا وصولا. كان رحمه الله سهلا لينا يحث على الصدق والصيام والصدقة وبر الوالدين والصلة، وكثير الدعاء والذكر، ويحب جيرانه ويكره الإساءة إلى الآخرين والتجني على الأبرياء، ويحب فعل الخير والمعروف والبر. وقف إلى جانب اليتيم والأرملة والمساكين، يساعدهم ويواسيهم ويحنو عليهم، بل كان وزوجته الصالحة أم بندر يذهبان إلى بيوت الفقراء والأيتام ويتفقدان احتياجاتهم من مواد غذائية وفراش ومأكولات ويقوم بإيصالها إليهم، لا يتوانى ليلا أو نهار ولقد رأيته يبذل قصارى جهده في إفطار الصائمين في رمضان ومساعدة الحجاج والإنفاق على المحتاجين. أما في جامع الأمير منصور فله السبق في ذلك كل يوم اثنين، سخر نفسه لخدمة الفقراء وقضاء حاجاتهم ولا يرد سائلا. لعمرك ما الرزية فقد مال ولا شاة يموت ولا بعير ولكن الرزية فقد حر يموت بموته خلق كثير رحم الله أبا بندر وأسكنه فسيح جناته ونسأل الله جل وعلا أن يجعله في الفردوس الأعلى في الجنة وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة وأن يجعل الخير والبركة والصلاح في ذريته وأحفاده وأسباطه اللهم آمين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه. داود بن أحمد العلواني العمري (جدة)