آمال الشابات المتعلقة بالمستقبل الزاهر حسبما يتوقعن تصاب بالإحباط والخيبة مع أول تصادم بالواقع الفعلي الذي قد يتناقض كثيرا مع ما كن يحلمن به!. لا ألوم الواقع لأنه لن يتغير إلا بتغير المجتمع، لكني أجد شريحة من فتياتنا قد اتجهن فعلا للعمل بدون خلفية تعليمية أو ثقافية تساند طموحاتها في النجاح، مجرد اندفاع روح الشباب فيها يدفعها لخوض غمار المنافسة في أوساط المجتمع المختلفة مع الافتقار للعلم والخبرة، مما يعرضها للصدمات وخيبات الأمل التي كان بالإمكان تجنبها لو صنعت لنفسها خلفية قوية من علوم وخبرات تخدمها في مجال عملها، بداية من بوابة المدرسة التي تدخلها وصولا إلى بوابة الجامعة، وطرق أبواب المعاهد التعليمية وأخذ الدورات المختلفة والتي ستخدم طموحها وتطور شخصيتها وأخذ المشورة والنصيحة ممن سبقها في المجال الراغبة في خوضه، والاستفادة من أخطاء الآخرين، بعيدا عن الاستهتار واللامبالاة والتواكل، والأهم هو وضع الخطة المستقبلية مع قوة الإرادة التي ستخدم طموحها والجدية في الأداء، هنا فقط تكون فتاتنا المنتجة مثمرة وزاهرة بكل المعاني. لا أخفيكم أني لا أرى في جيلنا الراهن ما كنت أراه في جيلنا الفائت من قوة الإرادة والعزيمة والطموح. سألت عددا من الفتيات المراهقات عن أمنياتهن التي يسعين لتحقيقها في المستقبل القريب، ففوجئت بأن كثيرات منهن أجبن «لا أدري .. لما نكبر يصير خير»!. قد يكون استخدام الأجهزة الإلكترونية بطريقة سيئة أو بطريقة مبالغ فيها هو أحد أسباب تبلد الذهن، كما وأنها بلا شك ألهت الكثيرات عن التفكير بالمستقبل، وبالتالي تأجيل طموح فتياتنا!. وفي رأيي، يظل حب إثبات الذات والتميز هو نقطة التحول عند طموح بناتنا، لأنه سيأتي يوم تجد فيه الكثيرات أن زميلات لهن سبقن إلى القمة وهن ما زلن في البدايات يتسلقن في بطء، وأملي أن يكون نظر أولئك الفتيات متجها للأعلى ليسحبها حب النجاح للقمة مثل قريناتها وأكثر!.