تبدو الفرصة مواتية أمام المدرب الفرنسي الان جيريس لتصفية حساباته مع الغابون عندما يقود المنتخب المالي اليوم في مواجهة أصحاب الضيافة على ملعب الصداقة الصينية-الغابونية في ليبرفيل ضمن الدور ربع النهائي للنسخة الثامنة والعشرين من نهائيات كأس الأمم الافريقية التي تستضيفها الغابون وغينيا الاستوائية حتى 12 فبراير الحالي. وأمضى جيريس 4 أعوام على رأس الادارة الفنية للمنتخب الغابوني من 2006 إلى 2010 وساهم بشكل كبير في تطوير مستواه وكان قاب قوسين أو أدنى من قيادته الى نهائيات كأس العالم في جنوب افريقيا للمرة الاولى في تاريخه، كما كان قريبا من قيادته الى ربع نهائي النسخة القارية الاخيرة في انغولا لولا قوانين البطولة التي اخرجته خالي الوفاض بفارق المواجهات المباشرة خلف زامبيا والكاميرون. بيد ان هذه النتائج الجيدة لم تشفع لجيريس امام المسؤولين الغابونيين الذين قرروا عدم تجديد عقده وتعاقدوا مع زميله السابق في فريق بوردو الالماني الاصل الفرنسي الجنسية غيرنوت روهر. ويقول جيريس في هذا الصدد «لا يجب ان تنسوا انني لم أذهب بمحض إرادتي، لكني مدرب محترف احترمت قرارهم وها انا اليوم اواجههم في ربع النهائي وسألعب من أجل الفوز. سنلعب أمام منتخب وبلد اقدره كثيرا لكن فيما عدا ذلك، فأنا مدرب لمالي وسأبذل كل ما في وسعي لقيادته الى الفوز وبلوغ نصف النهائي». وأضاف: «سنخوض مباراة رائعة وامام جمهور غفير. لست بحاجة الى دراسة المنتخب الغابوني ولاعبيه لأنني اعرفهم جيدا. سنضع خطتنا الاستراتيجية والتكتيكية لخوض هذه المباراة من اجل الفوز بها»، معربا عن امله في ان تذهب مالي بعيدا في هذه البطولة. لم تتوقف مزايا جيريس مع الغابون على تحسين مستوى منتخبها ووضعه في مقارعة كبار القارة، بل انه ساهم في احتراف العديد من لاعبيه في الاندية الاوروبية بحكم علاقاته، وهو ما اعترف به قائد الغابون حارس مرمى لومان الفرنسي ديدييه ايبانغ اوفونو بجيريس قائلا «إنه مثل الأب بالنسبة لنا. نحن على اتصال دائم به، ساعد العديد من لاعبي المنتخب على البحث عن اندية للدفاع عن الوانها في اوروبا، لانه كان يعرف بأن ذلك افضل بالنسبة لنا كي نلعب في مستوى اعلى». وتابع «جيريس يعرف كل شيء عنا، يعرف نقاط القوة والضعف، لكننا لسنا فريقا يعتمد على الفرديات، نحن مجموعة قوية ومتلاحمة وهذا هو الفارق»، مشيرا الى انه كان يأمل في مواجهة جيريس في المباراة النهائية وليس في ربع النهائي. من جهته، قال روهر «أعرف جيريس جيدا، انه صديق لي، لعبنا معا لمدة 10 أعوام من 1977 إلى 1987، كانت فترة رائعة. هناك قاسم مشترك ايضا بيننا كوني استلمت تدريب الغابون خلفا له»، مضيفا «لكننا سنكون خصمين في مباراة الاحد، فهو مدرب لمالي وانا مدرب للغابون». وحصدت الغابون العلامة الكاملة في الدور الاول بانتصارات على النيجر 2-صفر والمغرب 3-2 وتونس 1-صفر، وهي تعول على جمهورها (40 ألف متفرج) ونجمها مهاجم سانت اتيان الفرنسي بيار-ايميريك اوباميانغ هداف البطولة برصيد 3 أهداف مشاركة مع المغربي الحسين خرجة والانغولي مانوشو. اما مالي فتعقد آمالا على نجمها وبرشلونة الاسباني سيدو كيتا لمحو الصورة المخيبة للدور الاول حيث حجزت بطاقتها بصعوبة بفوزين صعبين على غينيا 1-صفر وبوتسوانا 2-1 وخسارة أمام غانا صفر-2.