لمن لايعرف كلمة «نائي» أو بدائي عليه أن يذهب في رحلة سياحية لمدن الشمال ليكتشف بأنها خالية من ألوان الحياة، يستغرب الإنسان أسباب إهمال الطرق البرية في مدن الشمال، كأنها طرق غير مستخدمة، وكأن الجهة المعنية ببناء الطرق لديهم معلومة خاطئة بأن هذه الطرق لايسير عليها إلا كل شهر سيارة واحدة، ربما أنهم لايعلمون أن ملايين من السيارات تستخدمها يوميا، قد يكون وزير النقل لا يعرف هذه المعلومة فقررت أن أخبره، يا معالي الوزير، بعد أن أصابنا اليأس من وجود قطارات تربط المدن، القطارات التي تتواجد في كل مدن العالم بكل بساطة وكأنها قطارات «ملاهي» أصبحنا نراها مستحيلا أو حلما لن يتحقق، لم نعد نريد قطارات ولا رحلات جوية، نريد فقط طرقا برية آمنة، وخدمات بنية تحتية مثلنا مثل باقي البشر على كوكب الأرض، لا يعرف الإخوة المسؤولون عن الطرق البرية أن عوائل الشمال تضع يدها على قلبها كل عيد أو كل مناسبة زواج أو عزاء، خوفا من أن تلتهم الطرق البرية البدائية أحدا من أحبابهم، ليتكم سمعتم أو شاهدتم ماشاهدته بنفسي واطلعت عليه، مناسبة زواج تنقلب لمناسبة عزاء، لأن الطريق أراد أن يصبح بيت المتنبي الشهير من حقه، فأهالي الشمال يحق لهم أن يتغنوا ببيت الشعر كما واقعهم لا واقع المتنبي، من لم يمت بالطريق مات بغيره، هذه الطرق لابد أن تخطف من الأرواح بأمر الله ما يجعل أهالي الشمال في مواجهة شبه دائمة مع الموت بسبب رداءة الطرق ورداءة الخدمات الصحية، ليت الوزير المسؤول عن بناء الطرق «التي هي مجرد خليط من الازفلت المستخرج من النفط ثروتنا الأكثر» يعلم أن الطرق في الشمال تقتل مايقارب العشر عوائل كل شهر، لا يمر أسبوع دون أن يكون هناك عزاء في بيت من بيوت الشمال بسبب هذه الطرق الرديئة، نرجو أن تنال مدن الشمال بعضا من حقوقها التي تستحقها، فكل المدن تتطور وهي تعود إلى الوراء بسبب الإهمال!. [email protected]