لو أوصاك والدك أو أحد المقربين إليك بوصية ما، في أمر من أمور الدنيا فإنك ستسعى جاهدا للوفاء بهذه الوصية، إرضاء لمن أوصاك من جانب، ولما قد يكون لك في هذه الوصية من خير دنيوي، ومردود مادي، وليس في هذا كله ما يقدح في القائم بتنفيذ الوصية، ولا ما يعيبه، ثم إن هناك الكثير ممن يتساهل بالوصية ويجعل أمرها هينا، إلا إذا كان فيه منفعة له فقط، دون إدراك حجم الثقل والمسؤولية على الموصى وتخليه عنها. ندعي دائما بأننا نحب رسول الله، ونلتزم بتوجيهاته ووصاياه التي لا تنم إلا عن حكمة ودراية ومنفعة للبشرية جمعاء، ولكننا نتساهل أيضا. فعندما حضرته الوفاة عليه الصلاة والسلام لم يترك أمته تتيه دون إرشاد، بالرغم من أنه على فراش الموت فصعد المنبر وأوصى فقال: استوصوا بالنساء خيرا، وكررها على المسامع والعقول والقلوب عدة مرات، مما يؤكد على وجوب تنفيذها من قبل المحبين له الصادقين بتصديقه. والمتأمل في تلك الوصية الكريمة يجد لفظة «النساء»، وهي تشمل الأم والأخت والزوجة والابنة والعمة والخالة والجدة، بل كل نساء المسلمين فالوصية لم ترتبط بنوع معين من النساء ولا بدرجة محدودة من القرابة أو الرحم، وإنما وهذا من بلاغة النبي الكريم وحكمته شملت «المرأة» بشكل عام، هذا من ناحية الموصى عليه. أما من ناحية نوع الوصية فيتبين لنا جليا في قوله «خيرا»، والكلمة هنا جامعة وشاملة لكل أنواع البر من إنفاق، وعدل، وإحسان، وحسن معاملة ولين جانب، وعذوبة حديث، وصيانة عرض، وتوفير رعاية، وحسن قوامة. الوصية واجبة، لكن كثيرا منا ربما لم يسمعوا بها، ومن سمع بها لا يرى وجوبها، بدليل ما نشهده في تلك المعاملات الأسرية داخل البيت الواحد، أو العائلية في إطار العائلة أو القبيلة، أو المجتمعية، على مستوى الوطن ككل. فهل حرمان النساء من حقوقهن في الميراث الشرعي، أو قمع النساء وإذلالهن وضربهن من قبل البعض، يتفق ووصية رسول الإسلام..؟. عجبت لرجل يشهد أن محمدا رسول الله ولا يستجيب لأمره، ويعمل بوصيته، فيمنع كل سبل الخير عن من حوله من النساء، من بنات أو زوجات أو قريبات..!!. وعجبت لرجل يشهد أن محمدا رسول الله ولا يطبق وصيته، وينظر للمرأة نظرة احتقار وازدراء، ويراها أدنى منه مرتبة في الخلق والخلق..!!. وعجبت لرجل يشهد أن محمدا رسول الله وكل سلوكياته وتصرفاته مع النساء دليل على غطرسته وعجرفته «ونرجسيته» الذكورية التي تتعارض تماما مع وصية النبي الكريم. إن تحقيق هذه الوصية فيه خير الدنيا، بما يؤدي إليه من ود وتراحم وتآلف وانسجام اجتماعي وعائلي وأسري.. كما أن تحقيقها فيه خير الآخرة، وقد أمرنا الله تعالى بطاعته وطاعة نبيه، ومن هنا فالعمل بموجب هذه الوصية هو جزء من إيماننا بالله تعالى وبرسوله، وثواب ذلك كله في الآخرة عظيم. فهل نعيد قراءة هذه الوصية العظيمة وتفعيلها في حياتنا، ومحاولة الالتزام بها في سلوكياتنا..؟!. قد ينسى البعض هذه الوصية، ومن ثم أقترح أن يجعلها كل رجل في مذكراته ويقرؤها باستمرار. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 177 مسافة ثم الرسالة