«سلمت ما لدي من قطع أثرية لهيئة السياحة والآثار حتى يتمكن الجميع من مشاهدتها والتعرف عليها بدلا من حفظها في منزلي» بهذه العبارة استهل المواطن عبدالعزيز بن خالد بن أحمد السديري حديثه ل«عكاظ»، ويضيف: سلمت الهيئة 15 قطة أثرية بعضها مصنوع من حجر المرمر، ورأس برونزي من معثورات آثار موقع الأخدود الأثري حصلت عليها قبل أكثر من 30 عاماً، ويعود تاريخها وفق متخصصين من (متحف السميشونين) الأمريكي إلى الفترة ما بين 600 300 عام قبل الميلاد، ويعود لأحد ملوك ذلك العهد، ونصح السديري كل من يحتفظ بقطع أثرية إهداءها للمتحف ليشاهدها الجميع وتبقى راسخة في الذاكرة. من جانبه، أوضح ضيف الله الغفيلي (مالك متحف دار الأجداد في محافظة الرس) والذي سلم الهيئة قطعة أثرية تعود إلى فترة صدر الإسلام، وتحتوي على نقش إسلامي يضم البسملة وسورة الإخلاص، أنه أهدى هيئة الآثار قطعة أثرية نادرة مدفوعاً بولائه لهذا الوطن، وأيضا إتاحة الفرصة للمواطنين والمقيمين للتعرف على آثار المملكة من خلال عرضها في المتحف الوطني، وإبراز تاريخ المملكة ودورها في الحضارة الإنسانية. وأضاف: سلمت القطعة النادرة، لنائب الرئيس للآثار والمتاحف في الهيئة العامة للسياحة والآثار الدكتور علي الغبان، خلال الدورة التثقيفية التي نظمتها الهيئة لأصحاب المتاحف الخاصة في المتحف الوطني في مركز الملك عبدالعزيز التاريخي. بدوره، أكد المواطن علي زايد القرني، الذي سلم الهيئة قطعة أثرية تعود إلى عصر ما قبل الإسلام، أن تسليم هذه القطعة الأثرية يأتي تجاوباً مع حملة استعادة الآثار الوطنية التي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، واعتبره واجبا وطنيا لإبراز تاريخ وحضارة المملكة، منوهاً إلى أن الهيئة هي الأجدر بالحفاظ على هذه القطع الأثرية، مشيراً إلى أن القطعة التي تنتمي إلى طراز جنوب الجزيرة العربية، وهي عبارة عن مجسم من الحجر الخالص يحتوي على عدد من الرسومات وعثر عليها صدفة في صحراء بيشة. إلى ذلك، اعتبر الدكتور علي بن إبراهيم الغبان أن مبادرة المواطنين تسليم ما لديهم من قطع أثرية يدل على وعي كبير بأهمية المحافظة على الآثار وإبرازها، وأضاف: تأتي الخطوة تتويجاً للجهود التي بذلتها الهيئة لاستعادة القطع الأثرية سواء من الداخل أو الخارج، مؤكداً أن التراث الثقافي جزء لا يتجزأ من الهوية الوطنية وأن فقدان أي جزء منه يعد خسارة لا تقدر بثمن، وزاد «سيتم عرض القطع الأثرية المستعادة في معرض الآثار الوطنية، والذي يتزامن مع المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) في دورته الحالية». وخلص بالقول «على كل مواطن ومقيم حصل على قطع أثرية بطرق غير نظامية أن يبادر إلى تسليمها لقطاع الآثار والمتاحف في الهيئة ليصبح الحامي الأول لآثار المملكة». يذكر أن الأمير سلطان بن سلمان دشن الشهر الماضي، حملة استعادة الآثار الوطنية، التي جاءت بعد موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على رعاية معرض الآثار الوطنية المستعادة، وقد تفاعل مع الحملة العديد من المواطنين الذين قاموا بتسليم ما لديهم من قطع أثرية للهيئة للحفاظ عليها وإبرازها بشكل يليق بمكانتها التاريخية.