أشار وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله إلى أن ضغوطا متزايدة تمارس على التعليم تفرضها التغيرات المتسارعة مما يستلزم إعادة ترتيب أولويات النظم التعليمية بما ينسجم مع متطلبات التحول نحو مجتمع المعرفة بوصفه القوة المحركة الكبرى لعمليات التطوير الشامل للتعليم. وأضاف أن الدول المتقدمة تسعى منذ أكثر من عقدين إلى مراجعة أهدافها وخططها وبرامجها، وباشرت بتطويرها لتهيئة بيئة تعليمية ذات جودة عالية قادرة على تنمية رأس المال البشري الذي يمثل المصدر الأول للثروة في المجتمعات المعرفية الناشئة.. هذا ما نشرته صحيفة الجزيرة يوم الاثنين 30 يناير، وهو كلام يفتح الشهية لمصارحة سمو الوزير بأن الضغوط التي تتطلب تطوير تعليمنا أكثر وأشد من أي ضغوط يواجهها أي تعليم في أي مجتمع آخر، وحاجتنا إلى انتشاله من الضغوط التي تمارس عليه كي يستمر بعلله وتشوهاته أصبحت ضرورة لا يجب تأجيلها أو الاستمرار في مهادنتها والبحث عن حلول توفيقية معها.. أتذكر يا سمو الوزير أن وزيرة التعليم في فنلندا كانت ضيفة على أحد مؤتمرات مؤسسة الفكر العربي، وعندما سئلت كيف استطاعت فنلندا القفز إلى مرتبة متقدمة في مسيرة الحضارة والنهضة رغم مواردها المحدودة أجابت: باختصار شديد، راهنا على جودة التعليم فحققنا ما كنا نحلم به. القضية الآن لم تعد قضية ضغوط، بل حاجة ماسة وضرورة قصوى أن يكون لدينا تعليم يتصف بأفضل درجات الجودة. نحن مجتمع يصبو إلى دخول نادي الدول المتقدمة، ولا شيء يستطيع تحقيق هذا الحلم سوى التعليم الجيد. لدينا إمكانات هائلة لتجعله كذلك، لكننا لم نفعل لأننا استمرأنا أن يظل تعليمنا تحت وصاية الأفكار البالية المتكلسة لنماذج تعيش في الماضي السحيق، زمن الكتاتيب والألواح التي لا غرض لها سوى حشو عقل الطالب بما لاينسجم مع العصر، وكأن الإنسان لم يخلق للمستقبل، للعمل والإنتاج وعمارة الأرض وتطوير الحياة.. البيئة التعليمية ذات الجودة العالية التي أشرت إليها يا سمو الوزير لا يمكن أن تتحقق باستحداث الشكليات، وإدخال بعض منتجات التقنية في مرافق التعليم، وإنما تتحقق بتغيير الفكر الذي يخطط ويدير ويشرف على التعليم.. إننا نعيش فجوة هائلة بين واقعنا وما يجب أن نكون عليه وتستطيع إمكاناتنا تحقيقه بسهولة وسرعة، لكن المشكلة أننا نرهن المستقبل لدى العقول التي لا تعرف غير الماضي يا سمو الوزير: «وفي النفس أشياء وفيك فطانة.». [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة