في سلسلة كتاب المجلة العربية صدر هذا الكتاب وهو بعنوان من الحداثة إلى العولمة رحلة في الفكر الغربي وأثرها في الفكر العربي وهو للمفكر السوري هاشم صالح يحتوي مقالات ودراسات في الفكر والفلسفة وتناقش في تجارب وأفكار ورؤى مفكرين وفلاسفة غربيين إضافة إلى طرح أسئلة حول علاقة العرب بالتنوير والحداثة وتأثير العولمة على الواقع العربي والإسلامي. من أبرز القضايا والمسائل الفكرية التي تطرق إليها الكتاب الحداثة العربية والعبور الحضاري يحافظ والحداثة الفلسفية يحافظ والقطعية مع العقل الميتافزيقي وكانوا وقد العمل العملي. لماذا تقدمت اوروبا وتأخر غيرها اليابان والحداثة المشروع الفلسفي الكبير لها برماس أعلام الاستشراق الفرنسي مثقفو الاغتراب وغيرها من القضايا والمسائل التي تدخل عميقاً في الفكر والتنوير والفلسفة وتجلياتها المختلفة. في المقدمة العامة للكتاب يقول هاشم صالح تحت عنوان العرب بين حداثتين: «بادئ ذي بدء لا بد من طرح هذا السؤال: ما الحداثة؟ وللوهلة الأولى كان يبدو لي أن تعريفها سهل بل وتحصيل حاصل بل وليست بحاجة إلى تعريف ولكن بعد تفكير اكتشفت استحالة إعطاء تعريف واحد لهذا المفهوم الذي ملأ الدنيا وشغل الناس ولا يزال وكل ما ألاحظه في البداية هو أنه إذا كان الغرب مشغولا بنقد الحداثة أو تصحيح مسارها أو غربلة محصلتها ونتائجها بأن العالم العربي والإسلامي كله لا يزال يقف على مشارفها وأبوابها وهذا أكبر دليل على الهوة التي تفصل بين العرب والغرب والمثقف الغربي مل من الحداثة من كثرة ما عاش في ظلها على مدى القرنين الماضيين وأما المثقف العربي فلا يزال تواقاً لمعرفة ما هي ثم بالاخص لتجسيدها على ارض الواقع في المجتمعات العربية هكذا نلاحظ أن المسألة لا تطرح بالطريقة نفسها إذا ما نظرنا إليها من جهة باريس ومن جهة عواصم العرب والإسلام». ويضيف هاشم صالح قائلا: «كان عالم الاجتماع الفرنسي آلان تورين قد عرف الحداثة على النحو التالي: إنها تعني انتصار العقل وإحلال العلم محل اللاهوت المسيحي داخل المجتمعات الاوروبية فالعقل هو الذي يوجه العلم وتطبيقاته على ارض الواقع وهو الذي يميز المجتمع بطريقة مناسبة لإشباع حاجيات أفراده وإسعادهم». في فصول الكتاب المكون من أربعة وأربعين فصلا ثمة أسئلة مهمة يطرحها هاشم صالح ومنها هذا السؤال هل حقاً أن التنوير العربي سبق التنوير الاوروبي والذي يجيب فيه هاشم صالح قضية تتصل بدور العرب. الكتاب غني وثري بالثقافة والمعرفة والمعلومات ويطرح أسئلة كبيرة عن الفكر الإنساني الذي حرك الحياة على مدى عشرات ومئات السنين في الشرق والغرب.