.. عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب قائما يوم الجمعة فجاءت عير من الشام فانفتل الناس فيها حتى لم يبق إلا اثنا عشر رجلا أنا فيهم، فأنزلت هذه الآية التي في الجمعة: (وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما). ومن هذه الرواية وغيرها نستدل على أن تقديم الخطبة قبل الصلاة لئلا يتكرر الظن بأن المهم هو أداء الصلاة وإنما الخطبة والاستماع إليها جزء من الجمعة. هذه سطور كان لابد منها وأنا بصدد الكتابة عن خطبة يوم الجمعة الماضية 26/2/1433ه في المسجد الحرام لصاحب الفضيلة الدكتور الشيخ صالح بن عبدالله بن حميد رئيس المجلس الأعلى للقضاء والإمام والخطيب في المسجد الحرام والتي كانت عن (أدب المعاملات بين الزوجين). فلقد حدثني من أثق به ممن شهد صلاة الجمعة في المسجد الحرام أن الشيخ ابن حميد كان كما هي عادته موفقا كل التوفيق فيما تناولته الخطبة، وللاستفادة بالذي سمعه الصديق الحبيب استخرجت الخطبة من «النت» وقرأتها وكانت بالفعل موفقة يتفهمها العالم والمثقف كما يفهمها العامة من الناس لخلوها من التكلف.. والتنطع والتقعر في اللغة، ولا حتى التكلف بالسجع الذي يغلب على أسلوب بعض الخطباء، والأهم من ذلك هو تناول الشيخ ابن حميد في خطبته موضوعا مهما يشكل أكبر معضلة يعاني منها المجتمع ألا وهي «الطلاق» الذي يتسرع في الإقدام عليه البعض من الناس والكثرة من الشباب الذين يعتبرون الزواج تجربة، في حين أن الشيخ ابن حميد جزاه الله خيرا يقول بعد حديث جميل بأسلوب سهل عن حياة الأسرة وتكوينها: والزوجان شريكان كريمان جعل الله بينهما مودة ورحمة، يخوضان معترك الحياة، يحققان أهدافهما الهدف تلو الآخر، والزواج ليس رابطة بين شخصين فقط، بل هو علاقة وثيقة بين أسرتين وميثاق غليظ بين زوجين، (وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذن منكم ميثاقا غليظا) النساء : 21. وبعد أن يستمر في الحديث عن الحياة الزوجية وكيف تستقيم وتستمر السعادة يبدي النصح قائلا: إن الإدارة الحكيمة والنظر الواعي للمصالح وتقديرها واليقين أن المستهدف هو مصلحة الجميع، فالربح للجميع، والخسارة على الجميع. يجب إدارة الأسرة بالرفق والمودة والصبر والتصبر والهدوء والروية والحوار الهادف والتفاهم المحاط بالتسامح. يجب الابتعاد عن المكابرة ومفهوم النصر والهزيمة والربح والخسارة، أو فرض الشخصية في الحياة الأسرية، فليس في البيت منتصر ولا مهزوم، بل النصر للجميع والهزيمة على الجميع. السعادة ليست في وفرة المال، ولا علو الجاه، ولا غلبة واحد على الآخر، ولكنها بالإيمان وصفاء النفس، وراحة الضمير، والبعد عن النفعية الشخصية البحتة والأنانية القاتلة، وابتغاء رضا الله ثم صلاح الأسر.. وهذا ما يجب أن تكون عليه خطب الجمعة من غوص في مشكلات المجتمع، وبأسلوب سهل لا تكلف فيه.. وجزى الله شيخنا صالح بن حميد بكل خير. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة