استعرض الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس الخارطة العالمية في خطاب حول حال الاتحاد أمام الكونغرس، وذلك في ضوء المتغيرات العالمية والانتخابات الرئاسية المقبلة. وحول موجة الربيع العربي، قال الرئيس الأمريكي «في الوقت الذي تتراجع فيه الحرب، تجتاح موجة تغيير الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من تونس إلى القاهرة، من صنعاء إلى طرابلس». وأضاف «لا نعلم بالتحديد متى سينتهي هذا التحول المذهل. سوف ندعم السياسات التي تشجع قيام ديمقراطيات قوية ومستقرة وكذلك أسواق مفتوحة لأن الدكتاتورية لا تصمد أمام الحرية». وحول الوضع في سورية، أفاد «لا شك لدي بأن نظام الرئيس بشار الأسد سوف يكتشف قريبا بأنه لا يمكن مقاومة قوة التغيير ولا يمكن سحق كرامة الناس... قبل عام، كان القذافي وهو قاتل على يديه دماء أمريكيين، أحد أقدم الدكتاتوريين في العالم.. اليوم، لم يعد موجودا». أما فيما بتعلق بالملف الإيراني، فقال «يجب ألا يشك أحد في تصميم أمريكا على منع إيران من الحصول على السلاح النووي، ولن أزيل أي خيار عن الطاولة من أجل تحقيق هذا الهدف». «النظام أكثر عزلة من أي وقت مضى، قادته يواجهون عقوبات تشلهم، وطالما أنهم يتهربون من مسؤولياتهم، فإن هذه الضغوط لن تخفف». مضيفا «لكن ما زال من الممكن التوصل إلى تسوية سلمية لهذا المسالة، بل إن ذلك أفضل. وإذا ما بدلت إيران مسارها ووفت بالتزاماتها، فسيكون في وسعها العودة إلى صفوف الأسرة الدولية». وحول مكافحة الإرهاب، أوضح أوباما «لأول مرة منذ عقدين أسامة بن لادن لا يشكل خطرا على هذا البلد ومعظم كبار قادة القاعدة هزموا». وأضاف «أحد الأمور التي أملكها والتي افتخر بها إلى أقصى حد هو علم القوات الخاصة التي شنت الغارة على بن لادن. وعلى هذا العلم دونت أسماء جميع أعضاء الفريق. بعضهم ديمقراطي ربما وبعضهم الآخر جمهوري، لكن هذا لا يهم. الأمر الوحيد الذي كان يهم في ذلك اليوم كان المهمة، وكلما أنظر إلى هذا العلم، أتذكر أن مصيرنا متشابك مثل تلك النجوم الخمسين والخطوط الثلاثة عشر». وحول نفوذ «الولاياتالمتحدة، قال أوباما إن بلادنا تزداد قوة، لقد تقدمنا أكثر من أن نعود إلى الخلف. وطالما أنني في سدة الرئاسة، سأعمل مع أي كان في هذا المجلس للبناء على هذا الدفع». وتابع خطابه حول الصين، قائلا «أكثر من ألف أمريكي لديهم عمل اليوم لأننا أوقفنا فورة من واردات الإطارات الصينية. لكن علينا التحرك أكثر. من غير العدل أن يسمح بلد بقرصنة أفلامنا وأقراصنا المدمجة وبرامجنا المعلوماتية... لن أبقى مكتوف الأيدي إن لم يحترم منافسونا قوانين اللعبة». ورغم عدة إنجازات واضحة في مجال السياسة الخارجية في السنوات الثلاث الماضية، حاول المرشحون الجمهوريون تصوير أوباما على أنه ضعيف في هذا المجال وهو تقليد يعود إلى عهد إدارة كارتر وأزمة الرهائن في إيران.