تفاقمت أزمة الأسمنت في محافظة جدة، خاصة في الأحياء الجنوبية منها، ما ساهم في تفشي السوق السوداء لبيع الأسمنت حيث وصل سعر الكيس إلى 21 ريالا. وكانت عدسة «عكاظ» قد رصدت وجود أزمة حقيقية في الأسمنت في كل من أحياء الأجاويد والحرازات، وأحياء طريق مكة القديم، والعديد من المخططات الأخرى، ما عطل عمليات إكمال البناء عند كثير من المواطنين. ووصف المواطن بندر الشهري الوضع بالصعب، حيث أفاد أن قريبه اضطر إلى اقتراض عدد من أكياس الأسمنت من أحد الجيران لإكمال بناء الملحق الخاص بمنزله، الذي لايزال تحت التشييد، مضيفا أن قريبه بحث في أماكن نقاط بيع الأسمنت ولكنه وجد أسطح الشاحنات خالية من الأسمنت بشكل قطعي. واشتكى سلطان العامري، أحد أصحاب المباني، التي تعطل العمل فيها بسبب شح الأسمنت. وأكد العامري أنه رصد شاحنة تحمل أكياسا لا يتجاوز عددها 15 كيسا من الأسمنت في طريقها إلى حي المحاميد جنوبيجدة أمس، واستوقف قائدها الهندي الجنسية وحينما سأله عن سعر كيس الأسمنت أفاده أن لديه تعليمات من كفيله ببيع الكيس الواحد بسعر 21 ريالا . واعتبر العامري تلك التسعيرة بالدليل القاطع على أن مراقبة بيع مواد البناء تكاد تكون شبه معدومة. وذكر محمد الهاشمي أن سعر الأسمنت خلال الأسبوع الماضي كان ب 18 و19 ريالا، فيما تفاجأ أمس بأحد أصحاب الشاحنات المحملة بعدد قليل من الأسمنت ببيع الكيس ب20 ريالا . وتساءل الهاشمي: إلى متى ونحن ألعوبة بيد بعض التجار الذين يقررون التسعيرة من تلقاء أنفسهم ضاربين بالقناعة بالمكسب المعقول عرض الحائط. وأجمع عدد من المواطنين على أن أحياء جنوبجدة تشهد شحا كبيرا في الأسمنت وكذلك قيام بعض تجار الأسمنت بإيقاف بيع الأسمنت حتى تزداد الأزمة سوءا، ومن ثم عرضه في نقاط البيع بأسعار مبالغ فيها بحسبهم، كما طالب المواطنون الجهات ذات العلاقة بمراقبة نقاط بيع الأسمنت حال توفره، لضبط عمليات البيع والحرص على معاقبة كل من تسول له نفسه استغلال حاجة الناس للأسمنت لاكمال بناء منازلهم!!.