حين تشاهد 50 طبيبا وطبيبة وموظفا متجمعين أمام الهيئة الابتدائية بمكتب العمل بجدة ، يطالبون بحقوقهم المالية ، وأن يفصل مكتب العمل في قضيتهم التي استمرت أكثر من عامين، ثم يخبرك أحد الأطباء عن مماطلة المكتب في تسليم الحكم والإعلام به، ويؤكد أن بعض الأطباء والموظفين غادروا المملكة تاركين مستحقاتهم بعد أن أرهقهم طول الانتظار ، سينتابك إحساس بأن مكتب العمل يدعم ويساعد على ألا تحضر للمملكة إلا العمالة الرديئة. فالعمالة الجيدة «طبيب مهندس إلخ» عادة ما تتلقى عروضا من دول عدة ، وقد تكون العقود ماديا متقاربة، إذ ذاك ستصبح المفاضلة بين الدول التي سيوافق على عقدها مرتبطة ببنيتها التحتية والحقوقية، وهل مؤسسات الدولة تبت في القضايا بسهولة وسرعة ، أم أنه سينتظر سنوات دون أخذ حقوقه ، مما يضطره للرحيل بسبب اليأس؟ وبما أن العالم أصبح قرية صغيرة، يمكن لأي شخص ومن خلال شاشة مضيئة أن يفتح على صحف تلك الدولة ؛ ليعرف كيف هي الأمور تجري عندهم . يخيل لي وأكاد أجزم، لو أن طبيبا جيدا قرأ خبر ال 50 طبيبا ، فإنه سيستبعد العمل هنا إن كان لديه عقود أخرى، أما العمالة الرديئة أو أصحاب الشهادات المزورة فإنهم سيقبلون بالعقود المقدمة لهم من مؤسسات المملكة الخاصة والعامة ، لأنهم لا يملكون عقودا أخرى. خلاصة القول: إن تحقيق العدل للآخر وبسرعة ودون تسويف ، لا يحقق مصلحته فقط ، بل حتى أنت ستخلق سمعة جيدة لك ، وستكون في أولويات خيارات العمالة الجيدة ، أما إن استمر مكتب العمل في تسويف الأمور وعدم البت في القضايا رغم مضي عامين عليها، فهو ودون قصد سيدعم العمالة الرديئة بسبب حمايته لرجال الأعمال ، وسيدفع المواطنون ثمن وجود العمالة الرديئة، لأن العمالة الجيدة لا تثق بعدل مكتب العمل . [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة