يسرد الدكتور زكريا لال في كتاب «حارة أجياد» صورا من الحالة الاجتماعية والفنية والتغيرات التي شهدتها حارة أجياد في مكة بشكل سلس وعفوي مقتربا بذلك للعامة في سيناريو وحوار يصوران عملا فنيا يقرب للقارئ الصورة الحقيقية لحقبة من الزمن طمستها التحولات والتغيرات والتطور. زكريا لال يسرد حكايات الحارة ورفاقه والعادات والتقاليد وليالي الفرح والسمر ودردشات القهاوي المكية وفنونها الشعبية، قائلا: «حارة أجياد ليست قصة بل قصصا وعبرا لن ينساها التاريخ المكي وآمل أن أقرأ من زملاء آخرين عاشوا تاريخ الأحياء والحارات الأخرى في مدينتي المقدسة مكة حتى تكون سجلا قصصيا رائعا للأجيال القادمة بل وللتاريخ عندما تكون الرواية صادقة». الكتاب الذي صدر ضمن سلسلة «كتاب الرياض» يسرد أسماء أعلام ساهموا في بناء التطور في مكة في المجالات المهنية والطبية وحتى البناء المعماري فخرج عن كونه سجلا توثيقيا إلى معجم للإعلام المكية من الجنسين، إضافة إلى مظاهر الفن التي كانت سائدة في تلك الحقبة من الزمن مثل سينما حربي عام 1378،التي كان رسوم الدخول إليها يتفاوت حسب بداية الأسبوع ونهايته من ريال إلى خمسة ريالات وكيف شكلت تلك الأفلام ثقافة المجتمع آنذاك،إضافة إلى أنواع المأكولات والحلويات وليالي السمر في قهوة العم حسن. ولم ينس أستاذ الاتصال وتكنولوجيا التعليم في جامعة أم القرى الدكتور لال أن يورد في ثنايا الكتاب مشواره مع العلم والتعلم طالبا ومعلما ومديرا ومحاولا الالتحاق بالجامعات حتى أيام الابتعاث بعد أن اختير في جامعة الملك فيصل في الأحساء وابتعاثه لجامعة بتسبرج برفقة زوجته الدكتورة علياء عبدالله الجندي التي اختيرت في نفس الجامعة ثم ابتعثت معه وكيف تحصلا على الدراسات العليا بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى وكيف عاد إلى مكة بعد رحلة مع العلم، والصحافة في الندوة وعكاظ وبقية المطبوعات السعودية. الكتاب بما تضمنه من سرد تاريخي لم يكن فقط تاريخ حارة وإنما تاريخ وطن ضم بين دفتيه من الصور النادرة لحارة أجياد إضافة إلى صور ومعلومات عن تلك الحقبة من الزمن التي عاصرها الكاتب وعايش تفاصيلها ناقلها إلى الأجيال في شكل أدبي فريد يجمع بين الرواية والفن القصصي والأسلوب المسرحي والصحافي.