تترد كلمة «قشلة» أو «القشلة» في الأوساط العسكرية، إذ ارتبط اسمها بمقر وحدات الجيش والمدارس العسكرية، وهي كلمة تركية الأصل تعني المكان الذي يمكث فيه الجنود أو الحصن أو القلعة. زار صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع والطيران نهاية الأسبوع الماضي وحدات القوات المسلحة في الطائف واستعاد في زيارته تاريخ ارتباط عروس المصايف بالجيش منذ عهد المؤسس، والتي حظيت بوجود المدارس العسكرية ومواقع الرماية، وسمي أحد شوارعها ب«شارع الجيش» الذي يمر بمحاذاة المدارس والقطاعات العسكرية. واستعاد الأمير سلمان في زيارته تاريخ الطائف المجيد عندما خاطب رجال القوات المسلحة بقوله «إنني أزور الطائف اليوم وأنا سعيد بأن تكون المحطة الأولى هي منطقة مكةالمكرمة وبالتحديد الطائف، فقد عمدت إلى ذلك باعتبار الطائف هي المدينة الأولى التي تكون فيها الجيش السعودي النظامي في عهد المؤسس رحمه الله، وأنني أتحمل مسؤولية عظيمة بعد رجل عظيم كان والدا وأخا لكم، وقد تعمدت أن تكون البداية من الطائف لأنها بداية تكوين القوات المسلحة وأعتز بتواجدي بينكم». وفي الطائف شهدت أهم المعالم التاريخية قديما «باب الريع المنطقة القديمة» وما تسمى حينئذ ب«القشلة»، والتي أصبحت تحتل الآن موقع مجمع الوزارات في المحافظة حدثا تاريخيا بالافتتاح الرسمي لمدرسة سلاح الصيانة في الثالث من شهر ربيع الأول من العام 1373ه بإحدى الثكنات العسكرية في إحدى أقسام الورشة العسكرية، وكان محمد بن إبراهيم التويجري أول قائد للمدرسة، وتعددت المدارس العسكرية ومواقع الرماية في الطائف. وفي الأربعينيات الميلادية أنشئ قصر القشلة الطيني إبان حكم عبدالعزيز بن مساعد لمنطقة حائل، إذ يقع القصر وسط البلدة، وهو عبارة عن بناء من دورين مشيد بالطين اللبن مستطيل الشكل أبعاده من الخارج 142.8x141.2م ويبلغ ارتفاع جدرانه الخارجية حوالي 8.5م ويضم في زواياه وفي منتصف المسافة بين الزوايا ثمانية أبراج مربعة الشكل ويدخل إلى القصر عبر مدخلين شرقي وجنوبي وكان الغرض من بنائه في أول الأمر أن يكون مقراً للجيش الذي قدم إلى المنطقة في ذلك الوقت ثم استخدم فيما بعد سجناً وظل كذلك حتى انتهاء إمارة ابن مساعد، وتحول بعد ذلك لمبنى تاريخي يحظى بحماية من وكالة الآثار. ويوم أمس كان الأمير سلمان على موعد لتفقد قيادة المنطقة الغربية في دوار البيعة أو ما يسمى بمنطقة القشلة، إذ كانت قشلة جدة في الماضي عبارة عن قلعة عثمانية صغيرة بنيت في جدة عام 1525 خلال فترة الصراعات مع البرتغاليين في البحر الأحمر، وكانت تتسع آنذاك لأكثر من 2000 عسكري بداخلها. واليوم، القشلة عبارة عن مكان لاستقبال رغبات الالتحاق بالجيش السعودي أو بأفرع العسكرية الأخرى وبها مقر القيادة العسكرية. ويذكر بعض المؤرخين أن القشلة نسبة إلى القشلة التي تم بناؤها من قبل الأتراك وكانت موقعا للجيش ثم أزيلت واستخدم مكانها موقفا وحجزا للسيارات حالياً.