حجبت المشاريع القائمة في عروس البحر الأحمر جماليات الاستمتاع بإجازة منتصف العام الدراسي، إذ بدت الطرقات والكورنيش في عزلة عن المدينة بسبب التسوير المؤقت لإنجاز مشروع تطوير كورنيش جدة، لنقل المدينة إلى مصاف العالم الأول، فالمشهد العام للمحافظة لا يخلو من عدادات إلكترونية تحسب الزمن، ولافتات تعتذر عن الإزعاج مقابل تقديم الخدمة. وقال المواطن أحمد الشهري «حضرنا من أجل الاستمتاع بإجازة منتصف العام الدراسي في جدة، هروبا من برد أبها الذي منعنا من التنزه فيها رغم جمالها السياحي، ولكنا صدمنا بما وجدناه، من زحام شديد في الطرقات بسبب زيادة عدد المركبات والمشاريع التطويرية التي تسببت في إغلاق العديد من الشوارع، ما سبب لنا وجميع المصطافين الكثير من الإزعاج، عند التنقل من مكان إلى آخر، إضافة لضيق مساحة الكورنيش هذه الأيام بسبب المشاريع التطويرية». وقال نايف هزاع انه قادم من مدينة الرياض برفقة عائلته، وهو من أشد المعجبين بمدينة جدة وبالمناطق السياحية التي داخلها، و«ما زاد فرحي بقدومي لجدة، جمال وطبيعة الأجواء الربيعية شبه الباردة هذه الايام»، ولكن ازدحام الشوارع والطرقات اقلق المصطافين اثناء تمتعهم بالإجازة، وحول فرحتهم إلى تغيير مسارهم إلى أي مكان آخر او التردد في الخروج لعدم التورط في الزحام. وقال: لا أخفيك سرا انني فكرت في تغيير مساري إلى اقرب منطقة من جدة ولكن الوقت محسوب لقصر مدة الاجازة. من جهته، أشار أحمد العصيمي إلى أن حدائق جدة معدودة على الاصابع، لا تكف عدد المصطافين القادمين من خارجها، لافتا إلى أن بعض حدائقها تحتاج لإعادة ترميم وتنظيف، مطالبا أمانة جدة بافتتاح المزيد من الحدائق العامة وتزويدها ببرامج سياحية. من جهته، قال فوزي الزهراني: إن جدة وما يدور فيها من تطوير في شوارعها ومناطق الترفيه وعلى الكورنيش وفي مناطقها العشوائية، هو خلاصة من الدراسات التطويرية للمدينة، إلا أنها تسببت في بعض الإزعاجات للسكان أو المصطافين، لكن قطعا سيكون لها الأثر الإيجابي في تطوير هذه المدينة إلى العالمية، متمنيا من الأهالي والمصطافين تفهم الوضع وعدم التضجر والصبر حتى انتهاء المشاريع. وتمنى فهد المطيري التوسع في منطقة الكورنيش وتطويره من أجل راحة المصطافين. وبين أن الزحام المروري خلال إجازة منتصف العام عادي بالنسبة لأهالي جدة بسبب توافد المصطافين، مشيرا إلى أن المصطافين أنفسهم ينزعجون من هذا التزاحم لعدم تعودهم عليه، وطالب بالتوسع في المناطق الترفيهية وعدم تحديدها في منطقة الكورنيش لمنع الزحام، وقال «نأمل من الجهة المعنية في جدة فتح أماكن ترفيهية بديلة عن الكورنيش للمصطافين أقل سعرا من المجمعات التجارية التي استغلت الوضع ورفعت الأسعار بما تدعيه بتخفيضات وهمية تورط فيها كثير من المواطنين، وطالب ايضا برقابة ميدانية على المجمعات التي تستغل الإجازات في رفع الأسعار دون مبرر.