يبحث الملتقى الخليجي السابع للزلازل غدا المستجدات العلمية في مواضيع الزلازل والأنشطة البركانية إلى جانب تقييم المخاطر الزلزالية. ونيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة، يطلق صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة، أنشطة الملتقى بمشاركة نخبة من الخبراء والمختصين المحليين والعالميين في الزلازل والبراكين من 27 دولة وبرعاية «عكاظ» إعلاميا. الصدوع والهزات وأوضح ل«عكاظ» رئيس الهيئة ورئيس اللجنة العليا للملتقى الدكتور زهير نواب، أن اللقاء يحتضن 110 متحدثين على 12 جلسة عمل، لافتا إلى أن الملتقى يشهد تنظيم ثلاثة ورش عمل متخصصة في مجال الزلازل والبراكين، حيث تتناول الورشة الأولى تقييم المخاطر الزلزالية شمال غربي المملكة وخاصة منطقة تبوك، حيث يتم عمل سيناريوهات للخسائر المتوقعة حال حدوث زلزال لا قدر الله، فيما تبحث الورشة الثانية ميكانيكية حدوث الزلازل باستخدام متجه العزم الانعكاسي، وذلك تحت إشراف الخبير الدكتور بوب هيرمان من الولاياتالمتحدةالأمريكية، وهذه الورشة تشكل أهمية حيث يتم تحليل الموجات الزلزالية لكل هزة أرضية وباستخدام نموذج لتوزيع سرعات الموجات السيزمية في طبقات القشرة الأرضية، ويتم الحصول على نوعية الصدع المسبب للهزة، عما إذا كان الصدع طبيعيا أو معكوسا أو صدعا ذا إزاحة أفقية جانبية، وكذلك تحديد اتجاهات هذه الصدوع، كما يعطي البرنامج كمية طاقة العزم الكلية الناتجة عن الهزة، وكذلك تحديد قيم طاقة العزوم في الاتجاهات الرئيسية، وهي من البيانات الهامة في فهم وتفسير أسباب الزلزال. النشاط البركاني وأضاف: تتطرق الجلسة الثالثة جانب النشاط البركاني في المملكة، تحت إشراف الدكتور رشاد مفتي من كلية علوم الأرض في جامعة الملك عبدالعزيز، حيث يتم إلقاء الضوء على طبيعة ونوعية البراكين في المملكة ودراسة كافة الظواهر والمعالم الجيولوجية المصاحبة لها، وإلقاء الضوء على البراكين أحادية الثوران، والتحليل الجيوكميائي والحركي لهذا النوع من البراكين تحت إشراف الدكتور ايان سميث والدكتور شان كرونن من نيوزيلندا، كما يقوم البروفيسور شان كورنن بتقييم المخاطر البركانية للثورانات البازلتية أحادية الثوران، مع مناقشة النشاط البركاني الأخير والذي حدث في حرة الشاقة في منتصف شهر أبريل عام 2009 ودراسة التشوهات المصاحبة له. الخطورة الزلزالية من جانبه، أوضح رئيس اللجنة المنظمة للملتقى الخليجي المهندس أحمد العطاس، أن الملتقى يمهد للتعاون بين دول الخليج لربط شبكات الرصد ببعضها البعض بما يفيد في تحديد أدق لمواقع الزلازل في مناطق حدوثها، ويساهم بشكل كبير في عمل دراسات متكاملة لتقييم الخطورة الزلزالية بمنطقة الخليج بشكل خاص والمنطقة العربية بشكل عام، ويناقش المخاطر الجيولوجية، ومدى تأثيرها على البنى التحتية والمنشآت، وكذلك تأثير السيول على البنى التحتية، ويناقش أيضا موضوع تحديث كود البناء السعودي وتنقيحه؛ استنادا إلى المعلومات والمستجدات الجديدة خاصة في ما يتعلق بالنشاط الزلزالي الحديث الذي شهدته منطقة العيص، وكذلك السيول التي اجتاحت جدة خلال السنوات الماضية. رحلة حقلية وبين العطاس أن هيئة المساحة الجيولوجية السعودية سوف تنظم في ال 25 يناير الجاري رحلة علمية حقلية باستخدام الطائرات المروحية الخاصة بها إلى حرة رهاط شمالي المدينةالمنورة للاطلاع على أحدث البراكين والتشققات الموجودة في المنطقة، وكذلك الكهوف والحمم البركانية الحديثة التي تدفقت من آخر ثوران بركاني في جزيرة العرب عام 1265 ميلادية، مما يمكن المشاركين في الملتقى من الاستفادة العلمية الناتجة عن المناقشات والحوار والاحتكاك المباشر بالخبراء والمختصين مما يكسبهم مزيدا من الخبرات في هذا المجال. الشبكة الوطنية وفي سياق متصل، بين مدير عام المركز الوطني للزلازل والبراكين والمشرف العام على الملتقى المهندس هاني زهران، أن الهيئة تقدمت بعشرة بحوث متخصصة في مجال الزلازل والبراكين والسيول وتتعلق كلها بمحاور الملتقى، حيث يتم التعريف بالشبكة الوطنية للرصد الزلزالي للمشاركين من حيث أهدافها والمخرجات الخاصة بها، عدد محطات الرصد المنتشرة في المملكة، وكذلك الشبكات المحلية في كل من حرة الشاقة وحرة رهاط وحرة خيبر، وتوزيعات محطات الشبكة الوطنية لقياس عجلة التسارع الأرضية، والبرامج المستخدمة في استقبال وإرسال البيانات، وبرامج التحليل اليومي. حرة الشاقة زهران خلص إلى القول: تتعرض ورقة العمل الثانية لمناقشة وعرض الوضع البركاني والزلزالي في حرة الشاقة، وعدد الزلازل المسجلة، ونوعيتها، والانتفاخات والتشققات الناتجة عن هذا النشاط، والإجراءات التي اتخذتها الهيئة في هذا المجال، كما تناقش ورقة عمل أخرى النشاط الزلزالي الحديث في المملكة، حيث تناقش معظم الزلازل التي تم تسجيلها منذ إنشاء الشبكة الوطنية، وتم الإحساس بها من قبل الأهالي في كل من منطقة تبوك، النماص، القنفذة، خليص، والمنطقة الشرقية، كما تتناول إحدى ورقات العمل تقييم الخطورة الزلزالية بالمملكة وتحديد قيمة عجلة التسارع الأرضية، ثم تعرض ورقة بحثية أخرى الدراسة التي قامت بها الهيئة في منطقة تبوك، وهي من الدراسات الجيوتقنية الحديثة، وتعتمد على قياس الشوشرة السيزمية عند كل 500 متر في كل من مدينة تبوك، مقنا، بدع، حقل لتحديد معامل التكبير للتربة والترددات السائدة، كما تم استخدام طريقة المسح السيزمي الضحل، حيث تم أخذ قياسات عند كل ألف متر للوصول حتى عمق 30 مترا لتحديد سرعات موجات القص في المدن المشار إليها، ومن ثم تحديد نوعية وطبيعة التربة فيها، ومن ثم إدخالها كأحد أهم البيانات في برنامج متخصص لعمل السيناريوهات المتوقعة حال حدوث زلازل لا قدر الله، وتتعرض ورقة أخرى للسيول التي داهمت مدينة جدة في الآونة الأخيرة وعرض الدراسات التي تمت في هذا الخصوص.