لم يعد العصر الحالي مشابها لما مضى في الأزمنة السابقة، والمستقبل لن يكون هو نفسه ذاك الذي نعاصره الآن ولن يكون على وتيرته، كما أن المستقبل سيكون متخما بتداعيات كثيرة متعددة في أشكالها وأساليبها غير تلك التي نعايشها في حياتنا اليوم، والجيل المقبل ليس هو نفسه الجيل السابق أو الحالي، والحياة نفسها ستتغير في طبيعتها وأساليبها يوما عن آخر. وما أدلى به عميد المعهد العالي للقضاء في الحوار المنشور في هذا العدد، بشأن التطوير الشامل للمناهج التي تدرس في المعهد، يصيب أحد مكامن الأمنيات التي تعتمل في نفوس الناس الذين كانوا يلاحظون أن الأسلوب القضائي المتبع حاليا في معظم المحاكم والتقاضي فيها والترافع، لا يتواكب مع التطلعات، ولايتواءم مع طبيعة ما نعايشه من تغيرات وتطور مستمر في بلادنا أو على المستوى العالمي بشكل عام، كما يصيب قبل ذلك عين ما سعى إلى تحقيقه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز انطلاقا من رؤيته البعيدة المستشرفة للمستقبل في اتجاه تطوير مرفق القضاء وتحديثه بما يتواكب مع تداعيات العصر الحالي، وما يتواءم مع المستقبل على المدى القريب والبعيد. ومرفق القضاء، هذا المرفق ذو الأهمية البالغة في تحقيق أحد أركان الشريعة الإسلامية في إرساء العدل والمساواة بين الناس في كافة شؤونهم، كان يحتاج فعلا إلى هذا التطوير والتحسين والتحديث بدءا من المعهد العالي الذي ينظر إليه كمنبع رئيس لتأهيل الجيل المقبل من قضاة المستقبل بتطوير المناهج التي تدرس فيه بما يتواءم مع كل العناصر التي تحدثنا عنها سابقا، والذي يؤهل القضاة ويدفع بهم إلى سلك العمل وأداء المهام التي تناط بهم في المحاكم على مختلف أنواعها برؤية معاصرة حديثة، ليطمأن الناس إلى أن في بلدنا قضاء متطورا مواكبا بأساليبه وفكره وتوجهاته للعصر الذي نعيشه، ويسير جنبا إلى جنب مع التوجهات والتداعيات التي يمكن أن تحدث في المستقبل، ضمن الالتزام التام بتعاليم الدين الحنيف والسير في ركاب إسلامنا برؤية معاصرة حديثة لا تحيد عنه. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 212 مسافة ثم الرسالة