كشف الباحث الفلكي الدكتور خالد الزعاق أن موجة الصقيع حينما تصل إلى بلاد الشام ستكون درجة البرودة إلى 15 تحت الصفر، وحينما تعبر أجواء المملكة تقارب 10 تحت الصفر وتؤثر هذه الموجة على الأشياء الطويلة حيث يسود حاليا برد «الطويلين» وتستمر الموجة ثلاثة أيام وتتواصل آثارها حتى نهاية إجازة منتصف العام الدراسي. وأوضح أنه تبقى من موسم الشبط 17 يوما خاصة المناطق الشمالية والوسطى والتي عاشت أجواؤها على «فتات» المنخفض الجوي الذي ضرب بلاد الشام وتسربت منه بعض السحب وهطلت على إثرها أمطار في أجزاء من المنطقة الشمالية وتأثرت منها المنطقة الوسطى بسحب متفرقة لم يجتمع شملها حتى تمطر. وبين الباحث الفلكي أنه حدث مؤخرا هدوء نسبي في الأجواء فاختل التوازن الضغطي الأمر الذي يستوجب تدخل مرتفع جوي خارجي ومن المتوقع أن يكون هذا المرتفع هو المرتفع السيبيري، إذ أن هناك منطقة ترتفع فيها قيم الضغط وتتدنى درجات الحرارة إلى 60 درجة تحت الصفر وينطلق المنخفض باتجاه المنخفضات الجوية المستوطنة داخل الجزيرة العربية من أجل التوازن الضغطي. وأفاد الزعاق أن من سمات هذا المرتفع صفاء في الجو وزرقة في السماء وهبوب رياح شمالية تحمل في طياتها البرودة الشديدة، لافتا إلى أن موجة البرد الشديدة التي ستنطلق الليلة ستؤثر على المناطق الشمالية والوسطى والشرقية وأجزاء من المنطقة الغربية إذ ستنزل درجات الحرارة لما دون الصفر المئوي في المناطق المكشوفة، لافتا إلى أن تأثيرات الموجة تمتد حتى يوم الاثنين وتبقى تأثيراتها الجانبية حتى نهاية الإجازة الفصلية. وأوضح الزعاق في حديثه أنه يتعامل مع المناخ منذ 35 عاما ويدرك تحولات الطقس جيدا ويستخدم لقراءاته أجهزة من الولاياتالمتحدة وأوروبا وهي ذاتها التي تزود المطارات الدولية في أرجاء العالم بقراءات درجات الحرارة دون أن يعتمد على القراءة الإلكترونية للأجهزة الحديثة التي وصفها بالتجارية وغير الموثوق بها. وأبان الزعاق أنه يزور مرصده ثلاث مرات في اليوم عند شروق الشمس وغروبها ومنتصف النهار لرصد التقلبات ولديها سجلات مناخية عمرها الافتراضي 45 عاما. يذكر أن الدفاع المدني نبه إلى عدم التهاون في استخدام وسائل التدفئة كالحطب والفحم وعدم إبقاء المدافئ في وضع التشغيل قبل النوم إذ ينبغي مراعات وسائل السلامة في هذا الجانب. من جهة أخرى نشطت محلات بيع الملابس الشتوية حيث شهدت ارتيادا من السعوديين والأجانب الذين حرصوا على التزود بمشالح وفراء الصوف لتحصين أجسادهم من لسعات البرد القارسة. وأوضح خالد الأحمد أنه غير قناعاته بانتهاء فصل الشتاء وعدم الحاجة للبس الصوف مرة أخرى بعد التحذيرات التي ساقها خبراء الفلك، فيما أوضح ستيفن ماركو وهو أحد التقنيين الألمان ويعمل في إحدى الشركات إنه لم ينتبه لنصائح الخبراء بانخفاض درجات الحرارة لكنه حقا شعر ببرودة الأجواء مؤخرا وتوقع استمرارها ما دعاه لاصطحاب ابنيه للمجيء للسوق وشراء الملابس الصوفية.