اعتبرت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية رفض دمشق اقتراح إرسال قوات عربية إلى سورية من شأنه أن يسد الطريق أمام أية مساع أو أفكار تهدف للمساعدة في إيجاد حل للأزمة السورية. واستغرب مصدر مسؤول في الجامعة «طلب عدم ذكر اسمه» استمرار النظام السوري في العزف على وتر التدخل الأجنبي واعتبار أي خطوة عربية تهدف إلى تهيئة الأجواء لهذا التدخل. وأكد الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، أن الأوضاع في سورية تزداد تعقيدا دون وجود أية بوادر لحدوث انفراجة، لافتا إلى أن ملف الأزمة سيكون على جدول أعمال اجتماع وزراء الخارجية الأحد المقبل، وقبل ذلك أمام اللجنة الوزارية المعنية الخاصة بسورية بعد غد «السبت». وتوقع مصدر في الجامعة العربية، أن تقبل دمشق تمديد مهمة لبعثة المراقبين بعد انتهاء تفويضها اليوم، لكنها لن تقبل توسيع نطاق مهامها، في حين ترى المعارضة السورية، أن كل ما فعلته البعثة هو توفير غطاء دبلوماسي للنظام. إلى ذلك وصل وفد من المجلس الوطني السوري إلى القاهرة أمس لمتابعة تطورات المبادرة العربية. وأوضح المجلس في بيان أن الوفد سيطالب الجامعة العربية بتبني التوصيات الصادرة عن لجنة التحقيق التي شكلها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، والتي اعتبرت ما يقوم به النظام السوري جرائم إبادة ضد الإنسانية، وأرجع البيان ضعف المبادرة العربية إلى افتقارها لقوة دفع دولية ممثلة في قرار صادر عن مجلس الأمن يلزم النظام السوري بوقف عمليات القتل والتنكيل والجرائم التي يرتكبها بحق المدنيين السوريين، وإلى عدم وجود آلية واضحة يتم التحرك من خلالها وهو ما ظهر من خلال عمل بعثة المراقبين التي لم يتوفر لها الحد المطلوب من الإمكانات المادية والبشرية. وفي إطار الضغوط الدولية على النظام السوري قررت دول الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة على 22 شخصا وثماني منظمات أو مؤسسات إضافية سورية. واتخذ القرار على مستوى دبلوماسيين يمثلون دول الاتحاد في بروكسل، على أن يصادق عليه رسميا الاثنين المقبل خلال اجتماع لوزراء الخارجية في بروكسل. وأعرب وزير الخارجية الإيطالي جوليو تيرسي عن قلق حكومته الشديد إزاء الوضع في سوريا، داعيا مجلس الأمن الدولي إلى قول كلمته في هذا الصدد. وقال تيرسي أمام لجنتي الخارجية والدفاع بمجلس الشيوخ في روما «نحن نشعر بالقلق إزاء الأزمة في سوريا والوضع لا يمكن أن يستمر كذلك». ومن جهتها، أعربت الصين عن دعمها لحل الأزمة السورية في إطار عمل الجامعة العربية، ودعت الأطراف المعنية إلى التنسيق الكامل معها. وحذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من أن بلاده مستعدة لاستخدام حق النقض (الفيتو) الذي تتمتع به بصفتها دولة دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي ضد تدخل دولي في سورية. وقال لافروف في مؤتمر صحافي في موسكو أمس: إن بلاده لن تقدم لواشنطن تفسيرا لمبيعات الأسلحة لدمشق وستمنع هي والصين مجلس الأمن الدولي من الموافقة على أي تدخل عسكري في سورية.