لنا مع كلمة «مكافحة» طريقة تشبه طريقتنا مع كلمة «جمعية»، فنحن من فضل الله علينا ومنته فقدنا الحواس الخمس تجاه الإحساس بهاتين الجهتين، ومن خلال تجربتنا الممتدة لعشرات السنين معهما ازددنا قناعة أن «سالفة» جمعية ومكافحة لو وفرنا مبالغهما والمساحات الصحفية التي سيشغلونها لكان أفضل للطرفين (المواطن، والجمعية أو المكافحة)، والطامة الكبرى عندما تأتي هاتان الكلمتان في اسم جهة واحدة (جمعية مكافحة..!) فيعرف المواطن فورا أنها إذا كبرت «هانت»! تعبنا من تجديد العلاقات والأمل والرجاء مع هذه الأعداد المتزايدة من المكافحات والجمعيات دون أن نرى لها نتائج على أرض الواقع توازي ما صرف عليها من الملايين أو المليارات من الريالات، ورغم كل ذلك فنحن على أهبة الاستعداد والجاهزية لأن نشمر عن سواعدنا ونكافح الفساد مع هيئة مكافحة الفساد، علينا أن لانستريب أو نحبط كوننا عرفنا وحفظنا صورة رئيسها قبل أن نعرف حرفا واحدا عنها، علينا أن نحفظ أرقامهم ونتصل بهم لنخبرهم عن الفاسدين دون أن نهتم ماذا سيصيبنا؟! هل سيمسكون «حلوقنا» وينشفونها بكثرة الأسئلة حتى نندم على اليوم الذي اتصلنا به عليهم؟!، أم أنهم «سيحشروننا» في زاوية ليجبرونا أن نحضر أوراقا ثبوتية لما نقول حتى ترتعد فرائصنا خوفا من تهمة بلاغ كاذب أو كيدي أو إزعاج السلطات، لتجد فوق رأسك سلطة جديدة فوق آلاف السلطات التي ولدت وهي مثل كيس أسمنت تحمله فوق ظهرك.! يا إخوتنا في مكافحة الفساد، لنا تجارب سابقة مع أمثالكم من الهيئات والمكافحات، جعلتنا نلزم بيوتنا ونبتعد عن «الداب وشجرته»، نريد منكم أن تشرحوا لنا كيف نكافح معكم الفساد، تشعروننا بجديتكم في سرعة التحرك واحتواء الفاسدين قبل أن «يدمدموا» فسادهم أمام أعينكم وأنتم تبحلقون بهم لا حول لكم ولا قوة لمجرد أنكم غير قادرين على سد الثغرات القانونية التي يتسرب منها الفاسدون، لا تهدروا تعب مواطن مسكين دلكم على جحر للفساد لكنكم لم تحركوا ساكنا حتى الآن والأشهر تمر طويلا على الصابرين وسريعا على الفاسدين! ليصبح اسم هيئتكم بعدها «هيئة مكافحة العباد» وليس الفساد، وهذا ما أربأ بكم عنه ..!