يجمع كل السياح الذين غصت بهم المتنزهات والمدن الترفيهية، في مختلف مناطق المملكة، على أن الأسعار تفوق الخيال، وأن الرقابة على الفنادق والمدن الترفيهية والمطاعم وسيارات الأجرة غائبة. ويحض المواطنون والمقيميون على حد سواء على ضرورة أن تمارس هيئة السياحة وقبلها وزارة التجارة دورا رقابيا يسهم في لجم الأسعار، والتشهير بالمخالفين، ومستغلي الإجازة لتحقيق أرباح كبيرة دون سند قانوني أو وجه حق. وفيما أكدت هيئة السياحة جاهزية أكثر من 15 مهرجانا وفعالية سياحية في مختلف مناطق المملكة خلال إجازة منتصف العام الدراسي، تؤكد أرقام وإحصائيات غير رسمية أن فاتورة سياحة الربيع المباشرة ستفوق خمسة مليارات ريال سيضخها المتنزهون في الفنادق والشاليهات والقرى السياحية ووسائل النقل البرية والجوية. ويعزو مختصون أسباب ارتفاع الأسعار إلى أزمة سكن حقيقية وفي جميع المناطق بلا استثناء، مؤكدين أن الحل يبدأ بإقامة مشاريع سياحية كبرى تواكب الاحتياجات المختلفة وعلى جميع المستويات. ميدانيا، بدت الحركة طبيعية في مطار الملك عبدالعزيز الدولي أمس وهو أول يوم تبدأ فيه قوافل السياح الحركة نحو المدن والقرى وأماكن الترفيه، وبدت صالات المغادرة وحتى القدوم في المطار المحلي والدول اعتيادية مع انتشار واستعداد كامل للقطاعات ذات العلاقة تحسبا لتدفق أعداد كبيرة من السياح والمتنزهين. ومن المتوقع أن يبدأ توافد المسافرين على المطار من مختلف محافظات ومناطق المملكة اعتبارا من اليوم الخميس، ويرى ناصر الحربي وهو سائق تاكسي يتمركز بصفة دائمة في المطار أن الأجواء الجميلة التي تشهدها جدة وحركة البحر ستسهم في استقطاب سياح يستأجرون سياراتنا، وأضاف أن كلفة نقل الشخص الواحد من المطار إلى أي فندق أو قرية سياحية على الكورنيش تبلغ مائة ريال، وعشرات الزبائن يرون أن هذا المبلغ أقل مما نستحق نظرا لطول المسافة والاختناقات التي تشهدها جدة نتيجة المشاريع وتدفق السياح لها من كل حدب وصوب. يؤكد محمد الرفاعي مدير تسويق أن أزمة الإسكان في الفنادق والمنتجعات تعود إلى أن العرض أقل من الطلب وبالذات في فترة المواسم، سواء كانت فترة الإجازات الرسمية أو حتى أثناء إقامة المعارض في مدينة جدة، ففي هذه الأثناء يكون هناك ضغط كبير على الوحدات الفندقية، على الرغم من هناك العديد من الفنادق والوحدات الفندقية إلا أن هناك حاجة ماسة لزيادة أعداد الوحدات الفندقية لمواجهة الطلب المتزايد على السكن. وأضاف: الأسعار محددة من هيئة السياحة العامة من 1900 2000 ريال، ونحن نبيع بأقل من هذا السعر بكثير، على الرغم من أن التكلفة التشغيلية لفنادق الخمسة نجوم مرتفعة جدا، وعن نسبة الأشغال في الفندق خلال الفترة الماضية أكد أن النسبة تتراوح ما بين 72 92 في المائة، وأن هناك إقبالا كبيرا على الفنادق خلال هذه الفترة. ويرى رياض المالكي مساعد مدير شؤون الموظفين في أحد الفنادق أن أزمة السكن الحقيقية موجودة في فترة المواسم والإجازات، وذلك يعود إلى قلة الأماكن الجاذبة للسياح في المملكة، فغالبية السياح يحرصون على زيارة مدن محددة مثل الرياض، جدة، الدمام، فهذه المدن الثلاث تشكل واجهة سياحية كبيرة يقصدها الكثير من السياح. وتابع «تعود أزمة السكن إلى الاشتراطات في نظام السياحة على الرغم من المحاولات الجادة والصادقة من هيئة السياحة بتذليل كل العقبات التي تواجه المستثمرين في مجال السياحة والفندقة، بالإضافة إلى المشروعات الكبيرة التي تقوم بها الهيئة العامة للسياحة والتي سيكون لها دور كبير في حل أزمة السكن والعمل على خفض أسعار تلك الوحدات الفندقية، وتابع: أسعار بعض الفنادق والوحدات السكنية الموجودة حاليا مصنفة من قبل الهيئة العامة للسياحة، وأسعارها في متناول الجميع، بينما هناك وحدات وأجنحة فندقية سيتم تصنيفها قريبا وهذا سيسهم في توحيد الأسعار مما يوفر بيئة سياحية مثالية». ويؤكد وليد الشمالي مدير تسويق في أحد الشاليهات أن هناك مشاريع سياحية كبرى يجري العمل على إنشائها حاليا ستسهم في القضاء على أزمة السكن الموجودة حاليا في الفنادق والشاليهات والوحدات السكنية المفروشة، والتي زادت في الفترة الأخيرة بسبب أن السائح السعودي أصبح يفضل السياحة الداخلية في ظل الأحداث السياسية التي تشهدها المنطقة من حولنا، بالإضافة إلى أن أسعار الشاليهات والوحدات المفروشة والفنادق أقل بكثير من الأسعار التي يجدها السائح السعودي خارجيا، فبالتالي الأسعار معقولة وفي متناول الجميع، وقريبا مع العمل القائم على المشاريع السياحية ستنتهي أزمة السكن. وتجزم سيدة الأعمال نشوى طاهر أن الحاجة قائمة لإنشاء مشاريع سياحية كبيرة وبدرجات مختلفة حيث يتسنى للجميع الحصول على السكن المناسب بالسعر المناسب، وهذا ما تقوم به حاليا الهيئة العامة للسياحة، بالإضافة إلى أننا بحاجة إلى كوادر مؤهلة للعمل في مجال الفندقة السعودي، حيث أن هذا المجال واسع وبحاجة إلى كوادر مؤهلة ومدربة، ونحن للأسف نفتقر لهذه الكفاءات حيث أن مخرجات الجامعات والمعاهد لم تف بالغرض حتى الآن، فنحن بحاجة إلى خريجين أكثر احترافية في الجانب السياحي، وعن أسعار الفنادق والوحدات المفروشة في الوقت الراهن أكدت أن الأسعار الحالية معقولة جدا مقارنة مع الأسعار العالمية وأنها في متناول الجميع.