يرى الكاتب الدكتور بكري عساس من واقع تجربته الأكاديمية في التعليم العالي مدرساً ومسؤولا، أن المجتمع قد ساهم ويساهم في ضعف مستوى الذين يتخرجون من الكليات التربوية التي تقدم المعلمين لمدارس التعليم العام مما أدى بالتالي إلى ضعف وتردي مستوى معظم طلاب مراحل التعليم العام من ابتدائية ومتوسطة وثانوية، وأرجع الكاتب أسباب المساهمة الاجتماعية في تردي التعليم العام والجامعي إلى أن الأسرة التي لديها أبناء وبنات متفوقون دراسياً توجههم جميعاً إلى كليات الطب والصيدلة والهندسة ونحوها من الكليات التي ينظر المجتمع إلى خريجها نظرة محترمة، أما الكليات التربوية فإن معظم المقبولين فيها يكونون عادة من أصحاب المعدلات المنخفضة، ونادراً ما يتجه أصحاب المعدلات العالية والمواهب والقدرات الفائقة إلى الكليات التربوية لأن النظرة الاجتماعية إلى هذه الكليات هي نظرة دونية فكيف يتجه طالب متفوق من خريجي الثانوية إلى كلية تعاني من النظرة الدونية؛ ثم أخذ الكاتب يضرب الأمثال بدول شرقية متطورة لاحظت هذا الأمر فأصبحت تضع شروطاً صعبة يجب تجاوزها حتى يحظى الدارس بمقعد في كلية تربوية ليتخرج منها معلماً في مرحلة من مراحل التعليم العام كما حصل ذلك في سنغافورة التي نهضت بمدارس التعليم العام بعد أن دققت في اختبار الملتحقين بالمعاهد والكليات التي تخرج المعلمين وقد اختتم الكاتب مقاله بمطالبة المجتمع بتغيير نظرته نحو مهنة التعليم وإعطاء المعلم حقه من التقدير مؤملا من دعوته أن تؤدي إلى إقبال أصحاب المواهب والمعدلات العالية على كليات التربية والمعلمين، وقد تزامن مع نشر المقال موافقة مجلس الشورى على نظام رخص المهن التعليمية، حيث كان من بين مواد النظام تقييم مستوى المعلم كل خمسة أعوام لمعرفة مدى صلاحيته للاستمرار في أداء هذه المهنة «الرسالة»، وكل ما ذكر من الأمور الجيدة المؤثرة في حالة الأخذ بها في مستوى المعلم وأدائه ومن ثم في مستوى طلاب مراحل التعليم العام ومنه إلى التعليم الجامعي لكن ما ينبغي التنبه إليه أن التقدير المعنوي وحده للمعلم لا يكفي لإقناع أصحاب المعدلات المرتفعة بالتوجه إلى كليات التربية والمعلمين، كما أن تصعيب شروط القبول في تلك الكليات لا يكفي لإقبال النابغين عليها بل قد يؤدي إلى إغلاقها في وجه من هم دونهم فقط لا غير. وإنما مربط الفرس في هذا الأمر هو معرفة الوسائل التي استطاعت بها سنغافورة أو غيرها إقناع أصحاب المواهب والمعدلات العالية بجعل كليات المعلمين من ضمن اختياراتهم المفضلة كالطب والهندسة والصيدلة والبرمجة فلعلها تكون قد جعلت أجر المعلم لديها مغرياً يسيل له اللعاب فأصبح المتميزون يتزاحمون على مهنة المعلم حتى أصبحت الأم تقول لجارتها مفاخرة بعريس ابنتها: جاءنا استاز راتبه ممتاز!، مع ملاحظة أن كتابة الذال حسبما تنطق في أم القرى كان للضرورة غير الشعرية. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة