دعا المدير العام لإدارة معادلة الشهادات الجامعية بوزارة التعليم العالي الدكتور عبدالله القحطاني، عمداء وعميدات الكليات التربوية بالجامعات السعودية إلى الضغط على وزارات التربية والتعليم إلى الخدمة المدنية والمالية لتوفير وظائف للمعلمين بالمستويات اللازمة والملائمة للمتميزين من مخرجات الكليات التربوية لتهيئة بيئة جاذبة لمهنة التعليم. وطالب خلال مشاركته بورقة عمل في الاجتماع التنسيقي لعمداء الكليات التربوية بالجامعات السعودية بعنوان «مستقبل التعليم التربوي وسوق العمل» الذي تستضيفه جامعة الملك سعود بالرياض بمقرها في الرياض، مسؤولي وزارة التربية والتعليم بالتفكير في توفير وظائف بالمستويات المطلوبة للمعلمين. وأكد القحطاني أن وجود تجمهر من مخرجات كليات المعلمين بحثا عن فرصة وظيفية ألقى بظلال غير إيجابية على مستقبل العمل التربوي، وعلى توجه الطلاب نحو الكليات التربوية، مشيرا إلى أن وزارة التربية والتعليم استطاعت خلال الفترة الماضية تقديم حزمة من المحفزات أبرزها دفع رواتب وإعطاء فرص وظيفية للطلاب المتجهين لكليات المعلمين. وقال «كيف يتجه الطالب للكليات اليوم وهو يشاهد أمامه طوابير من الطلاب يصطفون أمام وزارة التربية والتعليم بحثا عن وظيفة»، مبينا أن الطالب سيتجه إلى كلية الآداب أو الهندسة أو الصيدلة، لكنه قطعا لن يتجه إلى كلية التربية. وشدد القحطاني على أن وزارة التربية والتعليم عليها جزء كبير جدا «لا نقول إنها توظف جميع مخرجات كليات التربية، لكن المتميزين الذين يجتازون اختبار الكفايات يجب أن تكون لهم محفزات من ضمنها إيجاد فرصة عمل حقيقية». من جهته، أوضح وكيل وزارة التربية والتعليم لتعليم البنين الدكتور عبدالرحمن البراك في ورقة عمل بعنوان «مخرجات الكليات التربوية لسوق العمل»، وجود تصور شائع بأن المعلم شأن خاص بوزارة التربية والتعليم، مؤكدا أن ذلك غير دقيق لعدة وجوه، أبرزها أن المعلم لا ينفك من قطاعين رئيسيين هما وزارة التعليم العالي ممثلة في كليات التربية بالجامعات، ووزارة التربية والتعليم، الجهة التي تتلقى الخريج لتستثمره في صناعة هذا الجيل. ولفت إلى ما يشاع أيضا أن دور وزارة التعليم العالي ممثلة في الجامعات ينتهي بدفع هؤلاء الخريجين إلى ميدان العمل، مضيفا أن هذا ينقصه الكثير من الدقة. واعترف وكيل وزارة التربية والتعليم لتعليم البنين، بأن المسؤولية مشتركة بين الوزارتين، «نحن أصبحنا طرفا وصفا واحدا في مفاوضة، فيما يتعلق بالمعلم من الجهات الأخرى». وكشف البراك أن وزارة التربية والتعليم لديها ما يزيد على 33 ألف مدرسة وما يقارب خمسة ملايين طالب وطالبة، المستجدون منهم يقاربون 1.300 مليون طالب وطالبة يقوم على تعليمهم ما يزيد على 472 ألف معلم ومعلمة. في السياق، أكد عميد كلية التربية بجامعة الملك سعود الدكتور عبدالله العجاجي، أن الإحصاءات تشير إلى وجود أعداد من خريجي وخريجات الكليات التربوية الذين لا تستطيع سوق العمل احتواءهم، «رجال ونساء»، مبينا أن ذلك يشير إلى وجود خلل معين لدى كليات التربية، فيما يتعلق بالجانب الكمي، أي في أعداد طلاب وطالبات الكليات التربوية، كما أن وجود بعض النقص في أداء المعلمين من خريجي الكليات التربوية يشير إلى وجود خلل في إعداد المعلم والمعلمة من حيث الإعداد المهني وكذلك الجانب التخصصي إن وجد. وأكد العجاجي صدور توجيه سام بتشكيل لجنة لدراسة ومتابعة احتياج وزارة التربية والتعليم من المعلمين والمعلمات ووضع الخطط التنفيذية لذلك، انطلاقا من حرص المقام السامي الكريم على ضرورة مواءمة مخرجات الكليات التربوية مع سوق العمل في المملكة .