استغربت من شكوى الناقد الدكتور محمد القنيبط لأنني قرأت مقالة الأستاذ الخميس فلم أجد فيها ما يستدعي ردة الفعل من القنيبط ولا أتفق معه في هذا التأويل، لأنه ربط الموضوع بالشخصنة، فقلت كيف به لم يتحمل مقالة زميله الخميس وكانت ردة فعله مطبقا المثل «ضربني وبكى.. سبقني واشتكى». أسألك يا دكتور كيف تعطي لنفسك حق جلد الآخرين بسياط نقد يمس أحيانا كراماتهم وأشخاصهم في عدد من الجهات الحكومية وتأبى أن يكون النقد حتى تلميحا على شخصك؟ فهل أنت أعلى وأكرم من الآخرين. كيف تفسر رسالتك وأنت الأكاديمي والبرلماني والجريء والشجاع الذي من أبسط سماته النقد وتقبل الرأي الآخر؟ أرى في رسالتك تجاوزا للمنطق والمهنية، فلماذا التضجر من مقال، وأنت تعرف قبل غيرك أن وزارة الإعلام مسؤولة عن أخذ حقوقك إذا كنت معتقدا بأن لك حقا! ألم تكن برلمانيا لسنوات وتعرف الأنظمة وما يحيط بها خصوصا من الجوانب الحقوقية؟ أم أنك تسعى إلى استخدام المقالة في استعطاف الآخرين محاولا تشويه سمعة زميلك وجامعتك التي لم تترك شاردة وواردة في هجائها. إنني أربأ بك بعد سنواتك الأكاديمية والبرلمانية أن تكون مقالتك في جريدة الحياة مطية لمجلة الساينس في تشويه منجز وطني ضخم جميعنا يفتخر به، فتقرير الساينس -أرى كما ذكرت في مقالتي السابقة- أنه إيجابي عدا كلامك المستشهد به! فقد تجاوزت حدود المعقول في الهدم لا في البناء، فلو راجعت ملفك النقدي طوال عقدين أسألك أي القضايا نجحت فيها؟ وأي القضايا ساهمت من خلال نقدك في بنائها؟ أم أنك اتخذت التهكم والسخرية والمبالغة الفجة في التقليل من الآخرين طريقا للشهرة؟ بل إن مسلكك الأخير مسلك شخصنة ممقوتة تجاوزت فيها كل أعراف النقد الموضوعي، فأسوأ مافي الناقد (شخصنة) قضاياه، فمن ينظر للمصلحة العامة عليه الابتعاد عن الهمز واللمز في الأشخاص بنقد العمل وتشريحه بطريقة محايدة ومتزنة لا تحيد عن الموضوعية. أطلب منك مراجعة النفس، فجامعتك سوف تسير وزملاؤك وزميلاتك في الجامعة وضعوا بصمة فخر بإنجاز حقيقي على أرض الواقع لا يمكن حجب شمسه بغربال النقد والتهم الجائرة، بل انظر كيف تصدى للدفاع عن جامعتك بعد تقرير الساينس كوكبة من مكونات المجتمع فباتت الجامعة أكثر قوة وثقة بمنجزها. لعلك رأيت بنفسك ما حدث في المدينة الجامعية من أبراج وقفية ومشاريع وادي الرياض واعتماد أكاديمي ومنجزات بحثية وشركات ناشئة سجلت في وزارة التجارة والصناعة، وتصنيف عالمي متقدم، كل هذا وغيره من الإنجاز لم يعجبك، ولكن ثق تماما أنه أثار إعجابنا نحن وكل منصف عاقل، فأنت كنت لسنوات طويلة في الجامعة، فماذا فعلت؟ وتأكد أن مجلة الساينس عندما كانت جامعاتنا في سبات لم تلتفت إليها. والله لو لي بالأمر شيء لأستنسخ تجربة جامعة الملك سعود في كل جامعة في الوطن الغالي لأرى منجزا ضخما على أرض الواقع، وعلى ذكر الأوقاف لأول مرة أرى في قطاع حكومي يقوم فريق عمل بجمع تبرعات وقفية لصالح الدولة تتجاوز أربعة مليارات ريال، وأقول بحكم النظام إن هذا الفريق يستحق من الدولة مكافأة بمقدار (10%) من هذا الوقف لأن نظام الأوقاف يمنح أي شخص يبلغ عن وقف مجهول 10% من قيمة الوقف، وما عمله فريق العمل في جامعة الملك سعود تجاوز الإبلاغ إلى تأسيس مشروع وقفي ضخم، وإذا أردت أن تعرف مقدار نجاح جامعتك في الأوقاف فما عليك سوى زيارة جامعات أخرى أعلنت عن أوقافها منذ سنوات وحتى الآن لم تحرك ساكنا! والله يسترنا فوق الأرض، وتحت الأرض، ويوم العرض، وساعة العرض، وأثناء العرض. * أديب وكاتب سعودي البريد: [email protected] الموقع: www.z-kutbi.com