صالح الشيحي - الوطن السعودية الدكتور محمد القنيبط رجل وطني، مشهود له بالشجاعة في قول الحق.. نتفق ونختلف حول مقالاته، لكننا إطلاقا لا نختلف على دوافعه الوطنية الصادقة، وحرصه على الصالح العام، والله أعلى وأعلم. قرأت له قبل أيام مقالا ساخنا يوازي سخونة صيف الرياض الساخن لمست سخونة المقال من عنوانه: تصنيف الجامعات و"إعلان الرياض": ذَهَبَت السَكْرَة... وجاءت الفكرَة! قرأت المقال.. وجدت أن عدسة الزميل كانت ضيقة جدا.. للدرجة التي لم تلتقط سوى الحكاية المملة المكرورة: "التصنيف"! لست محاميا عن مدير جامعة الملك سعود، الدكتور عبدالله العثمان، وإن كان الرجل ليس بحاجة لمن يدافع عنه، فإنجازات الجامعة في زمنه، ماثلة للعيان "كثّر الله خيره" كما أنني لست من منسوبي جامعة الملك سعود، لكن لنفترض جدلا أن تصنيف الجامعات هو مسرحية كما يقول الدكتور القنيبط. ولنفترض أيضاً أن جامعة الملك سعود تتميز بضخامة الفرقعات الإعلامية الأكاديمية! ولنفترض أيضاً أن جامعة الملك سعود ارتكبت مخالفة صارخة لأنظمة الصرف المالي في الأجهزة الحكومية! هل يبرر ذلك تجاهل إنجازاتها الكبيرة خلال السنوات القليلة الماضية، تلك الإنجازات التي نقلتها من كهف أثري موحش، إلى منارة حضارية تنبض بالحياة وسط الرياض؟! يقول الدكتور القنيبط مبررا ابتعاده عن الكتابة "لأنَّ الكتابة الوطنية النقدية المحايدة لا يوجد في مفرداتها التطبيل والمدح والمداهنة لتحقيق مكسب دنيوي".. وأتفق معه تماما.. تماماً.. لكن من الموضوعية يا دكتور محمد ومن الإنصاف أن نذكر الإيجابيات كما نذكر السلبيات! على أي حال، لن أتهم الأخ الدكتور محمد القنيبط ب"الشخصنة"، فالدكتور أكبر من هذه التهم، لكن أود أن أسأل: لماذا لا تكون عدسة القنيبط باتساع الوطن؟ بمعنى: لماذا لا تلتقط سوى صورة جامعة الملك سعود.. هناك في المملكة جامعات كثيرة؟!