شهدت قريتا ديحمة والمقالي في جازان ظهور إصابتين بمرض حمى الضنك لمواطنة في العقد السابع من العمر، وطفل لا يتجاوز سن 12 ومرقد في المستشفى. وأوضح الناطق الإعلامي في الشؤون الصحية في جازان سراج عمر أنه تم الاشتباه في الأسبوع الماضي، بإصابة ستة أشخاص من أهالي قرية ديحمة، مبينا أن الفحوصات أثبتت إيجابية أربع حالات. وقال سراج عمر إن فريق مركز الفرز المتخصص بفرز الحالات وتحويلها إلى المستشفيات العامة، والذي يعمل في المركز الصحي في قرية ديحمة، يعملون على قدم وساق لمتابعة الحالات. وأشار إلى وجود حالات جديدة أخرى تم إدخالها إلى مستشفى الموسم وصامطة، مضيفا «وما زلنا ننتظر تأكيد التحاليل المخبرية عن طريق مستشفى الملك فهد المركزي في جازان، وسنوافيكم لاحقا عن عدد تلك الحالات في حالة التأكد من إصابتها بالمرض أو من عدمه، وتم تبليغ الجهات ذات العلاقة بالبلدية لتكثيف أعمال الرش». من جهته، بين نائب مدير مستشفى الموسم حسن صميلي أنه تم استقبال خمس حالات جديدة يشتبه بإصابتها بمرض حمى الضنك من قرية ديحمة، مضيفا «ولم تؤكد حالة الإصابات حتى الآن، إذ لا نزال في انتظار نتائج التحاليل المخبرية». ولوحظ أمس في قريتي ديحمة والمقالي عمال يتبعون لبلدية السهي والزراعة يجوبون المنازل ويقومون بأعمال رش مكثف في أحواش المنازل وأماكن تجمع النفايات والأشجار الموجودة في المنازل. وتبذل لجنة الإصحاح البيئي جهودا حثيثة للقضاء على ناقل المرض، وهو نوع من البعوض، عثر عليه بكثافة في عدد من المواقع بقرى مركز السهي، وخصوصا قريتي ديحمة والمقالي. وشكلت اللجنة فريقاً طبياً يعمل داخل سكن العمال النازحين لمتابعة أوضاعهم والكشف المستمر على عينات منهم. وعقد اجتماع للجنة الإصلاح البيئي المكونة من أعضاء من البلدية والصحة والزراعة مع محافظ صامطة الدكتور خالد الجريوي، لمناقشة حالات حمى الضنك وعمل التوصيات اللازمة. وطالب عدد من أهالي قرى مركز السهي بضرورة تكثيف عمليات الرش الدورية التي تنظمها الجهات المعنية. وقال علي مساوى شوك من أهالي قرية المقالي، إن حزام التشجير الواقع غرب قرية المقالي بطول يصل إلى أكثر من 2 كيلو مصدر هام لتكاثر البعوض الذي يساعد على انتشار المرض، وبحاجة لتكثيف الرش بالمبيدات الخاصة بإبادة البعوض. من جهته، أوضح إبراهيم هلمان أن هناك مواقع منتشرة من المستنقعات في أرجاء قرية المقالي بسبب تصريف المياه من المنازل بطريقة عشوائية، أو بسبب مواسير لتوزيع المياه متهالكة يتسرب منها الماء إلى الطرق والأماكن المنخفضة بالقرب من المنازل مما يتسبب في تجمع تلك المياه لتبقى راكدة لفترة طويلة فيتكاثر عليها البعوض. بدوره، اعتبر مكي عشيري أن تراكم النفايات بالقرب من المنازل والتي يتأخر عمال النظافة في إزالتها كثيرا تساعد على انتشار البعوض الناقل للأمراض، مضيفا أن مرمى النفايات القابع شرق القرية شمال غابات الدوح يتم إحراق النفايات به من قبل عمال النظافة فينتشر الدخان السام المنبعث من النفايات المحترقة إلى أرجاء المنازل، وخصوصا في الليل ليكتم أنفاس الأهالي. وبين أحمد قيسي من قرية ديحمة، أن حظائر الأغنام والإبل تنتشر بقرى المقالي خاصة وتعيش في وسط المنازل، مضيفا «وهذه الحظائر يتكاثر عليها البعوض الناقل للمرض بكثرة». ورأى أحمد جراد شوك أنه من المفترض أن تخصص البلدية أماكن خاصة بعيدا عن المنازل ليجمع الأهالي بها مواشيهم بأجر رمزي يدفع لمواقع البلدية من قبل أصحاب المواشي حفاظا على صحة الجميع. وأشار محمد الخزاعي أحد ضحايا المرض، والذي غادر المستشفى قبل يومين، إلى أنه عانى واثنين من أفراد أسرته كثيرا من المرض الذي أصابهم، مضيفا «كنت أشعر بارتفاع في درجة الحرارة، وغثيان، وبرودة في أطراف الجسم، وحكة لا تنتهي».