في واقع الأمر فإن الجنود الأمريكان الذين أظهرتهم وسائل الإعلام وهم «يبولون» على جثث عدد من المسلمين الأفغان الذين لقوا مصرعهم على أيدي أولئك الجنود، في واقع الأمر فإنهم لم يكونوا يبولون على جثث هامدة، ولكنهم يبولون على جثة هامدة لأمة كاملة لم يعد أحد فيها يرتفع صوته بحق أو يستجيب لنداء استعاثة أو يشعر بمذلة وهوان، فقد تبلدت الأحاسيس ونامت الضمائر وصدئت القلوب وملأها «الوهن» فانطبق على هذه الأمة صفة الغثاء.. غثاء السيل، لأن كثرتها لا قيمة لها ولا وزن ولا أثر، ولم تعد الأمم الأخرى تعبأ بها ولا تقيم وزنا لكثرتها لأنها تعلم علم اليقين أنها ينطبق عليها قول الشاعر: إني لأفتح عيني حين أفتحها على كثير ولكن لا أرى أحدا لقد أمست هذه الأمة في المحافل الدولية «تكملة عدد» فلا رأي لها في أي شأن من شؤونها ناهيك عن أن يكون لها رأي في شأن عالمي حتى قال فيهم الشاعر: ويقضى الأمر حين تغيب تيم ولا يستأذنون وهم شهود!! ولذلك فلا عجب أن يتجرأ جنود أمريكان فقدوا الإنسانية والحياء والشرف فيبولوا على جثث هامدة لأنهم يرون أن تلك الجثث هي جزء من أمة لا تستحق الحياة، ولن تتحرك لمحاسبتهم على فعلتهم النكراء حتى لو فعلوا أكثر من ذلك لأنها أمة المذلة والهوان الذين قال فيها شاعرهم من قبل: رُبّ وا معتصماه انطلقت ملء أفواه البنات اليتم لامست أسماعهم لكنها لم تلامس نخوة المعتصم! وأخيرا.. فقد بال الجنود الأمريكان على جثث الأفغان.. فأين هي الأمة التي وصفها الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام بأنها كالبنيان المرصوص وكالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر.. أين هي هذه الأمة؟ هل ماتت وووريت الثرى فلم يبق منها إلا أشباح لا علاقة لها بالواقع وإنما هي كيانات هشة تعيش على الهامش لتأكل وتشرب وتتناسل حتى يزداد الغثاء!. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة