اعلن ناطق باسم حركة طالبان لفرانس برس الخميس ان الحركة "تدين" شريط الفيديو الذي يظهر فيه اربعة عسكريين بزي المارينز يبولون على جثث عناصر من طالبان وتعتبره عملا "همجيا". وصرح ذبيح الله مجاهد الناطق باسم المتمردين الذين يقاتلون منذ عشر سنوات حكومة كابول وحلفاءها في قوات الحلف الاطلسي بقيادة الولاياتالمتحدة انه "خلال السنوات العشر الاخيرة حصلت مئات العمليات المشابهة التي لم تكشف". وقال مجاهد إن التسجيل لن يؤثر على جهود الوساطة لاجراء محادثات سلام مضيفا "هذه ليست عملية سياسية لذا لن يضر التسجيل المصور بمحادثاتنا وتبادل السجناء لان المسألة في مرحلتها الاولية." كما دان الرئيس الافغاني حميد كرزاي الخميس بشدة الفيديو . وقال في بيان اصدره مكتبه ان "حكومة افغانستان تشعر بالانزعاج الشديد من الفيديو الذي يظهر جنودا امريكيين ينتهكون حرمة جثث ثلاثة افغان". واضاف ان "هذا العمل الذي قام به جنود امريكيون غير انساني ومدان باقسى العبارات الممكنة". وتابع "ونحن نطلب من الحكومة الامريكية صراحة اجراء تحقيق عاجل في الفيديو وانزال اقسى العقوبات بأي شخص يدان في هذه الجريمة". واعلن سلاح مشاة البحرية الامريكية (المارينز) الاربعاء انه فتح تحقيقا حول شريط الفيديو واعلنت قوة المارينز، سلاح النخبة في الجيش الامريكي، في بيان "لم نتحقق بعد من مصدر هذا الشريط وصحته لكن هذه الافعال لا تتطابق البتة مع قيمنا ولا تعكس صورة المارينز". واعلن الناطق باسم البنتاغون الكابتن البحري جون كيربي لفرانس برس "شعرت بالغثيان" لدى رؤية الشريط. واضاف "مهما كانت الظروف او الاشخاص في هذا الفيديو فانه سلوك مثير للاشمئزاز ووحشي وغير مقبول من اي شخص يرتدي بزة عسكرية". واعلن مسؤول عسكري ان هذا النوع من التصرفات يخضع الى قانون القضاء العسكري مرجحا، استنادا الى نوع الخوذة وسلاح احد الرجال، ان يكون العناصر من فريق قناصة اذا ما ثبتت صحة الفيديو. وينتشر نحو عشرين ألف جندي من المارينز في افغانستان خصوصا في ولايتي قندهار (جنوب) وهلمند (جنوب غرب). وفي رسالة وجهها الى وزير الدفاع الامريكي ليون بانيتا اعرب مجلس العلاقات الامريكية الاسلامية، وهي ابرز جمعية لمسلمي اميركا عن "ادانة ما يبدو انه تدنيس لتلك الجثث". وقال المجلس انه "انتهاك لقوانين جيش بلادنا وقوانين الحرب التي تمنع مثل هذه الاعمال غير الاخلاقية والمثيرة للاشمئزاز". واضاف المجلس "اننا نثق في ان تحقيقا سيتناول بكل شفافية هذا الحادث المقلق وان اجراءات مناسبة ستتخذ" مؤكدا ان الجنود المتورطين يجب ان يعاقبوا طبقا لقانون القضاء العسكري وقوانين الولاياتالمتحدة. وقد تذكر صور هذا العمل الذي يبدو معزولا وما زال يتحتم التأكد منه، في العالم الاسلامي بفضيحة سجن ابو غريب سنة 2004 عندما بثت صور معتقلين عراقيين يتعرضون الى الاذلال والاهانة من جانب عسكريين امريكيين وشاهدها العالم اجمع. واكدت المجلس انها "بالنهاية قد تعرض جنودا اخرين ومدنيين (افغان) الى الخطر". من ناحية اخرى اعلنت حركة طالبان الافغانية الخميس مواصلة "الجهاد" مع اقرارها بزيادة "جهودها السياسية" مع الاسرة الدولية من اجل وضع حد للنزاع الجاري في البلاد منذ اكثر من عشر سنوات. واعلن متمردو طالبان في بيان عن "تكثيف جهودنا السياسية" لاحلال السلام في افغانستان محذرين من ان ذلك لا يعني "التخلي عن الجهاد" او القبول "بادارة كابول الدمية". وابدت حركة طالبان مؤخرا استعدادها في ظل شروط معينة لفتح مكتب سياسي لها خارج افغانستان لاجراء مفاوضات سلام، في خطوة اعتبرها المراقبون تاريخية من جانب الحركة المتمردة التي تخوض منذ نهاية 2001 حربا ضد حكومة كابول وحلفائها في حلف شمال الاطلسي بقيادة الولاياتالمتحدة. لكنها حذرت في بيان تلقته وكالة فرانس برس من ان ذلك لا يعني وقف المعارك، ويشار بهذا الصدد الى ان الهجمات لم تتوقف خلال الاسابيع الماضية في افغانستان. وجاء في البيان الصادر باللغة الباشتونية ان طالبان "تخوض بالتوافق مع مطالب الامة، الجهاد منذ عقد ونصف العقد من اجل اقامة حكومة اسلامية"، وهي فترة تشمل السنوات الخمس التي كانت فيها الحركة في السلطة (1996-2001) قبل الاجتياح الغربي الذي اطاح بنظامها في نهاية 2001. وتابع البيان ان "في سبيل تحقيق هذا الهدف واحلال السلام والاستقرار في افغانستان، كثفت امارة افغانستان الاسلامية (طالبان) في الآونة الاخيرة جهودها السياسية للتوصل الى تفاهم متبادل مع العالم" يؤدي الى احلال السلام في افغانستان. لكن الحركة حذرت من ان "ذلك لا يعني التخلي عن الجهاد او القبول بدستور ادارة كابول" التي نعتها ب"الدمية" في النص الانكليزي للبيان الذي نشر على موقع طالبان الرسمي على الانترنت "صوت الجهاد". ميدانيا قتل شخصان وجرح 3 آخرون بانفجارين في إقليم قندهار جنوبأفغانستان، فيما قتل قيادي في طالبان ومساعدان له بعملية للقوات الأمنية في إقليم بادغيس الغربي. وقال الناطق باسم حاكم قندهار، زلماي أيوبي، لوكالة أنباء "باجهوك" الأفغانية إن قنبلة مزروعة إلى جانب طريق بمحافظة تختابول انفجرت بوقت متأخر من ليل أمس الأربعاء ما أدى إلى مقتل شخصين وجرح اثنين آخرين. وفي محافظة شاه وليكوت جرح سائق شاحنة لدى انفجار قنبلة ليل أمس أيضاً. من ناحية أخرى، نقلت وسائل إعلام أفغانية عن مسؤول عسكري أن الجيش الأفغاني قتل بعملية مشتركة مع الشرطة أمس الاول في إقليم بادغيس، قيادياً في طالبان ومساعدين له. وذكر المسؤول أنه لم يصب أحد من بين الجنود الأفغان والمدنيين بأي أذى خلال العملية. إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الأفغانية أنها نفذت خلال الأيام العشرين الماضية، 20 عملية متفرقة في أرجاء البلاد، قتل فيها 42 متمرداً واعتقل 240 آخرون. وقالت إنها تعتقد بأن الوضع الأمني في البلاد بات أفضل بنسبة 26% عن قبل عام.