كشف ل«عكاظ» عميد مسجد باريس الكبير الشيخ دليل بو بكر، أن سبعة ملايين مسلم في فرنسا يستمدون التشريع والتحكيم وشؤون حياتهم الدينية من منهج المملكة وعلمائها. إلى ذلك أكد ل«عكاظ» وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح آل الشيخ، أن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حريصة على مد الجسور مع المسلمين في أصقاع الأرض، خصوصاً مع الجهات والمؤسسات الفاعلة في بلدانها، وذلك تعزيزاً للتواصل بما يحقق قوة الدعوة والهوية الإسلامية ومحافظة المسلمين على تاريخهم ودينهم. وبين آل الشيخ أن استراتيجية وزارة الشؤون الإسلامية تركز على الوصول إلى المسلمين سواء عبر الزيارات المتبادلة أو الدعاة أو المرشدين وطلبة العلم، ما يهيئ الكثير من مجالات العمل الإسلامي والتنسيق ما بين المسلمين. وأضاف أن زيارته إلى فرنسا جاءت بدعوة من عميد مسجد باريس الكبير الشيخ دليل أبو بكر الذي يؤكد تقدير الجالية المسلمة هناك للمملكة والتي يتجه لها مسلمو فرنسا التي تحوي أكثر من 2500 مسجد في ظل تحديات تواجههم من أهمها رفع تأهيل الأئمة والدعاة والمرشدين، مؤكدا في ذات السياق أن الإمام في مثل هذه البلاد يعتبر الموجه الرئيسي وسط الجالية. وأوضح أنه تفقد مسار توسعة مركز الملك فهد الثقافي في مدينة مونت لاجولي الفرنسية، الذي يعول عليه كثيرا مسلمو هذه المدينة في تهيئة المكان الملائم لأداء صلواتهم وعقد حلقات القرآن وتعلم اللغة العربية. من جهته أو ضح ل«عكاظ» سفير خادم الحرمين الشريفين في باريس الدكتور محمد بن إسماعيل آل الشيخ أن مثل هذا التواصل يساعد كثيرا في ردم الفجوة بين أبناء المسلمين، مؤكدا على أن رسالة خادم الحرمين الشريفين تهدف إلى توحيد الصف وإزالة المفاهيم التي بدأت تطفو على السطح من مذهبيات وطائفيات لا صلة لها بالسلام، مؤكداً في ذات السياق أن مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين الثقافات والأديان المختلفة تسير نحو مد الجسور مع المسلمين وتلمس احتياجاتهم والترفع عن الفروقات السياسية والمذهبية والتفاعل الإيجابي مع المجتمعات التي تعيش فيه الأقليات الإسلامية مع الاحترام الكامل للقوانين المعمول بها في البلاد دون أن يكون هناك فقدان للهوية الإسلامية. وأوضح عميد مسجد باريس الكبير الشيخ دليل بو بكر أن الجالية الإسلامية الفرنسية تلمس دائما اهتمام المملكة بشؤون المسلمين في فرنسا، وقال «أكثر من 25 ألف مسلم في فرنسا يؤدون الحج كل عام». وكشف ل«عكاظ» مستشار الحكومة الفرنسية للشؤون الأديان برنارد جودار أن الحكومة الفرنسية لديها قانون 1905 الذي يملي على الحكومة الفرنسية بالسماح للمسلمين بممارسة شعائرهم في أحسن الظروف، وتهيئة المرافق الخاصة بالعبادة، مؤكدا أن بلاده متفاعلة ومهتمة بالطرق التي يتم بها تأهيل أجيال الشباب المسلمين، وأضاف «من أهم هذه الطرق هي الوسطية التي ترسخ مبادئ التسامح عند الشباب، وهذا ما يقوله المسلمون وفق الشريعة الإسلامية، كما أننا نعتبرها من إيجابيات الإسلام». وأوضح ل«عكاظ» عمدة مدينة مونت لاجولي بيير داديه، أن الإسلام في فرنسا يعتبر الدين الثاني، كما يعتبر وسيلة هامة للحوار، التعارف والتسامح بعيدا عن البغض، الكره والمنعرجات السياسية.