فيما حذر الدفاع المدني في العاصمة المقدسة سكان المنازل القريبة من شارع الشهداء، وقت الأمطار لارتفاع منسوب المياه فيه بنسبة كبيرة، ورصد 12 موقعا خطرا، كتمت سحب سوداء ورمادية غطت سماء مكةالمكرمة، أنفاس الأهالي الذين تأهبوا منذ ساعات مبكرة لاستقبال الأمطار المتوقعة مع سريان حالة من التخوف على أبنائهم الطلاب الذين يؤدون الاختبارات هذه الأيام. وطلبت إدارة التربية والتعليم من مديري ومديرات المدارس أخذ الحيطة والحذر والتوخي في حال هطول الأمطار، وخاطبت المدارس إلكترونيا بمراعاة خروج الطلاب والطالبات عند انتهاء فترات الاختبارات مع إبقائهم في المدارس وداخل الفصول الدراسية عند هطول الأمطار حرصا على أرواحهم، كما طلبت من مسؤولي المدارس التأكيد على سائقي الحافلات عند نزول الأمطار، توخي الحذر وعدم السير مطلقا في مجاري السيول والبقاء في أماكن آمنة. وفي الوقت الذي تلبدت فيه سماء مكةالمكرمة بالغيوم المنذرة بهطول أمطار منذ صباح أمس، بين ل «عكاظ» مدير إدارة الدفاع المدني العميد جميل أربعين أن إدارته لم تتلقى تحذيرا رسميا من الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة حول إمكانية هطول أمطار على العاصمة المقدسة، مشيرا إلى أنه وفق التنسيق يجب أن تتلقى إدارته التحذيرات قبل 24 ساعة من الأمطار ولكن لم يحدث ذلك. وقال: رصدنا في مكةالمكرمة 12 موقعا خطرا في حالة هطول أمطار، وسنعمل على تكثيف فرق الإنقاذ والسلامة في تلك المواقع في مختلف أحياء مكةالمكرمة، وهي مواقع يرتفع فيها منسوب المياه عن الوضع الطبيعي، كما خصصنا فرقا ذات كفاءة عالية لمراقبة العبارات الأرضية التي تنتشر في بعض الأحياء، وتعمل تلك الفرق على إغلاق تلك العبارات فور هطول الأمطار ولا تسمح بمرور المركبات منها مطلقا ولعل أشهرها عبارة المعيصم وعبارة الجاد في حي الهجرة وزاد: رفعنا تقريرا مفصلا لأمانة العاصمة المقدسة لمعالجة أوضاع بعض المواقع الحرجة في أحياء مكة وجرى تعديل البعض منها، فيما تعمل فرق الأمانة على تنفيذ تعديلات أخرى في تلك المواقع والتي تقع أغلبها في شرق مكة وشمالها. واعتبر العميد أربعين شارع الشهداء هو أكثر شوارع مكة عرضة للخطر وقت الأمطار لارتفاع منسوب المياه فيه بنسبة كبيرة، مشيرا إلى أن فرقا ميدانية رصدت حوادث متكررة فيه خلال فترات سابقة لهطول الأمطار. وحذر العميد أربعين المواطنين من مخاطر السيول المنقولة من مرتفعات مثل الشفا إلى وادي نعمان، موضحا أن ثمة خططا احترازية ووقائية تتخذ لتوفير أقصى درجات السلامة وحماية الأرواح في حال سقوط أمطار غزيرة، مشيرا إلى أن الدفاع المدني في العاصمة المقدسة يأخذ على عاتقه أيضا إيضاح مواقع الانهيارات الصخرية التي يخشى منها أثناء جريان السيول المتدافعة من الجبال، وفور ورود تحذيرات من مصلحة الأرصاد وحماية البيئة نعمل على تنفيذ خطط طوارئ السيول والأمطار. وأبلغ «عكاظ» أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة بن فضل البار أن الأمانة مستعدة لمواجهة أية مخاطر من الأمطار المحتملة بعد أن أنفقت أكثر من 200 مليون ريال على مشاريع تصريف ودرء مخاطر السيول خلال العامين الماضيين، نافيا أن يكون لمحاصرة بعض المخططات بالسيول في حال هطول الأمطار دلالة على عدم جدوى مشاريع السيول التي تقوم بها الأمانة في الآونة الأخيرة. وأضاف لدينا تأخر في بعض مشاريع حماية الطرق من السيول كما الحال مع المشروع الواقع في منطقة الشرائع، ولكن الآن أصبح الوضع مختلفا والعمل جاري على قدم وساق لتنفيذ تلك المشاريع، كما أن الأمانة أبرمت عقدين لحماية المخططات القديمة من السيول بقيمة إجمالية جاوزت نحو ال 80 مليون ريال. وأضاف: مكةالمكرمة تحتوي على شبكة ضخمة لتصريف مياه الأمطار والسيول يبلغ إجمالي أطوالها أكثر من (250) كيلو مترا وهي تغطي كافة أنحاء مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، وقد صممت وفق أفضل الطرق والمعايير الهندسية، وبنيت على دراسات ميدانية مستفيضة. وأكد الدكتور البار أن الأمانة قد وضعت أفضل الخطط وسخرت كافة إمكانياتها تحسبا لهطول الأمطار، وذلك بتجهيز العديد من الفرق الفنية المتخصصة والمؤهلة لصيانة الشبكات، مشيرا إلى أن في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة شبكات ضخمة لتصريف مياه الأمطار، يبلغ طولها ما يقارب (126) كيلو مترا منها قنوات صندوقية مغلقة بطول (82) كيلو مترا وقنوات أنبوبية بطول (11) كيلو مترا وقناة نفقية عميقة بطول (5) كيلو مترات إضافة إلى قنوات التصريف السطحية والمفتوحة.