من محور هام هو الموسيقى الشعرية التي تتسم بالأصالة والحداثة في شعر الثبيتي، انطلق الباحث الأكاديمي راشد القثامي المعيد بجامعة الطائف قسم النقد والأدب؛ ليتقصى التكوين الإيقاعي في هذه التجربة الشعرية العظيمة، منوها على أن الثبيتي ومن خلال قصائده استطاع بحرفية عالية توظيف الرمز والأسطورة في نصوصه الشعرية، متمنيا أن تكون هناك جائزة شعرية تحمل اسم هذه القامة الإبداعية الخلاقة.. وإلى نص الحوار: • بداية أين تكمن في نظرك كباحث أهمية النقد الحديث؟ - تكمن أهمية النقد الحديث في اتكائه على المعايير العلمية فبذلك النقد يكون هو الممارسة العلمية التي يتم من خلالها معالجة النصوص الإبداعية ارتكازا على الخلفيات المعرفية والثقافية، ليتم بعد ذلك استخلاص نتائج تساهم في تكوين بنية الأدب. • سمعنا أن لديك بحثا أكاديميا حول تجربة الشاعر محمد الثبيتي الثرية.. حدثنا عن هذا البحث. - ينصب بحثي الأكاديمي على دراسة التشكلات الموسيقية في شعر محمد الثبيتي ولا شك أن موسيقى الثبيتي الشعرية تتسم بأمرين أساسيين الأصالة من ناحية والتجدد الذي لا يخل بتلك الأصالة فتكوين شعره إيقاعيا يرتكز على خلفيات حداثية وجذور تراثية يتميز بها ذلك الشعر الفذ فلذلك كان اجتهادي لسبر أغوار ذلك الإبداع التشكيلي والرؤيوي وحركتهما في الأعمال الشعرية عند الشاعر لأقدم أنا واستاذي الدكتور عالي سرحان القرشي المشرف علي مادة علمية محكمة تخدم الوسط النقدي من ناحية وتخدم سيرة ذاك الشاعر الفذ من ناحية أخرى. • عبر عدسة النقد المجرد.. أين تكمن أهمية تجربة الثبيتي الشعرية؟ - لا تكمن أهمية محمد الثبيتي في أنه شاعر حداثي فحسب، بل تكمن أهميته بأنه تفرد بفضاءات شعرية مضمونية وشكلية تجعل من محمد الثبيتي مدرسة شعرية وظفت الرمز ووظفت الأسطورة وغيرها من التوظيفات في شكلِ لا يظهر الحالة النمطية المعتادة في التوظيف عند الشعراء الحداثيين فأنا أتصور أنه من الشعراء الذين بنوا اتجاها شعريا مغايرا عن ماهو في ذهنية النقد الحديث. • ترى أنه استوفى حقه في ساحتنا الثقافية والنقدية؟! - لا أعتقد فالشاعر محمد الثبيتي تعرض تاريخيا لإقصاء وإبعاد من الساحة الثقافية وذلك لأنه من الشعراء الذين حملوا لواء توجه معين في فترة من الفترات كان الصراع فيها محتدما بين كثير من الرؤى والتوجهات وذلك سبب في تغييب الثبيتي وإبعاده لحين وفاته رحمه الله عن الساحة النقدية، وأقصد بالنقدية هنا النقدية الجادة التي تبتعد عن الإنشائية وتركز على العلمية وهو بذلك من الشعراء الذين لم يوفوا حقهم إعلاميا ونقديا وأكاديميا في المؤسسات الثقافية. • أخيرا.. بماذا تختم هذا اللقاء؟ - أختمه بأمنية، أن تكون الأعمال حول نقد الثبيتي أكثر مما هو موجود وأن يستأنف بعضها بعضا وأتمنى أن تؤسس جائزة شعرية باسمه في نادي مكة الأدبي أو نادي الطائف وهي المناطق التي عاش فيها الثبيتي وهو يستحق ذلك.