بعد مضي نصف المدة المقررة لفترة الاختبارات للفصل الدراسي الأول لعام 1432 1433ه، أصبح القلق والتوتر لدى الطلاب لا يقتصر على المواد المقبلة، بل امتد للمواد التي جرى اختباراتها مسبقا، حيث يعاني الكثير من الطلاب من القلق والتفكير المتواصل في الاختبارات التي مضت، مما يؤدي إلى التأثير السلبي على التركيز والقدرة على المذاكرة للمواد المقبلة. وأوضحت روان الدوسري طالبة في المرحلة الثانوية أنها تعاني من القلق الشديد بسبب الأداء المتردي في بعض الاختبارات السابقة. وأن التفكير في الاختبارات التي مضت جعلت عقلها أشبه بالآلة الحاسبة بسبب الحسابات المتواصلة لعدد الأسئلة التي أخطأت فيها والدرجات التقريبية التي تعتقد أنها فقدتها إلى الآن. أما منال بايزيد، فهي ترى أن الاختبارات السابقة شبيهة بالكابوس المستمر، حيث إنها تسيطر على تفكيرها في أوقات الاختبارات لمواد أخرى. وتضيف أنها ما إن تبدأ بالحل حتى تقفز بعض الأسئلة السابقة إلى مخيلتها، فتجد نفسها مرغمة تحاول التذكر كيف كانت إجاباتها، وما هي الأخطاء التي وقعت فيها. تقول منال مع إني مدركة تماما أن التفكير في الاختبارات السابقة لا يجدي نفعا، ولكني لا استطيع السيطرة على قلقي وتفكيري فيما فات. وفي ذات السياق تضيف الطالبة فادية، س أن الأمر لا يتعلق بمستوى الطالب؛ لأن المتفوقين وذوي المستويات المتدنية في القلق سواء. وتقول فادية أنها على الرغم من تفوقها، إلا أن القلق الذي يساورها تجاه أدائها السابق يؤثر على تركيزها، ويشغلها في معظم الأوقات، وتشير إلى أن والدها لا يفتأ ينصحها بتجنب التفكير فيما سبق من الاختبارات؛ ولكنها لا تستطيع العمل بنصيحة والدها رغما عنها. وأوضحت المشرفة الاجتماعية سعدى المنتشري، أن قلق الطالبات والطلاب في الاختبارات السابقة مما لا شك فيه له دور كبير وسلبي في اختباراتهم المستقبلية، مشيرة أنه عادة ما تتزاحم الطالبات أمام معلمات المواد المختبرة سابقا لسؤالهن عن نجاحهن أو معدل درجاتهن، وذلك في يوم اختبار آخر، وأضافت أنه مع تزاحم الأفكار والقلق من درجات المواد التي مضت، وفقدان الحماس والهمة عن بداية الاختبارات تنخفض مستويات الطالبات في آخر الاختبارات، ونصحت المنتشري المحافظة على الأذكار والصلوات ففيها ستجد السكينة وراحة البال وحسن التركيز، إضافة إلى المحاولة في عدم التفكير في المواد الماضية، فأنت لا تملك القدرة على التحسين ولم يصيبك إلا ما كتب الله وجعل لكل مادة نصيب من اهتمامك.