انتعشت عيادات العلاج الطبيعي وورش تصليح السيارات في مدينة جدة؛ نتيجة الأخاديد العظيمة التي تعيشها شوارعها! وكأنما ينطبق على حال أهل هذه المدينة المثل القائل «مصائب قوم عند قوم فوائد» وقس على ذلك كل ما في جدة عروس البحر الأحمر مجازا! وعندما تعود بي الذاكرة إلى ذلك الشاطئ الجميل عندما كنت طفلة وأسمع أحاديث والدي عن فخره بمدينته جدة عند الحديث عنها مع القادم من أقاربنا من مدينة أخرى، حيث الشوارع والتناسق الجميل في المباني والأحياء الجديدة في الشمال! كل ذلك أصبح ماضيا جميلا أتحسر عليه عندما أرى جدة تلك الحبيبة وهي تتوه في عشوائيات متعددة وطرق مكتظة، وكأن المخطط لهذه العروس لم يتوقع شدة جاذبية هذه العروس للكثير من خطابها في العشرين سنة الفائتة! بعدها شاخت العروس مبكرا! ولم يفكر أحد من أولئك الأمناء الأشاوس! بعملية تجميل واحدة ترمم تلك الأخاديد والتجاعيد والترهلات العشوائية، وانتظرت عروسنا كثيرا وكثيرا حتى أتى عريسها وفارسها فأخذت تتزين واغتسلت أكثر من مرة! حتى تليق به ويفهم تحولات قلب تلك العاشقة التي أعلنت مع غادة السمان قولها «من لا يفهم تحولات الماء يجهل قلب امرأة عاشقة»!! وها هو يعلنها صراحة دفاعا عن عروسه وفهما لتلك التحولات حين صرح الأمير خالد الفيصل يوم الثلاثاء في جريدة عكاظ «هناك أشخاص لهم مصالح في إبقاء الوضع كما هو عليه، وهذه المصالح ليست من صالح الوطن أو المواطن» بهذه الكلمات الشجاعة من رجل شجاع نزلت شهادة الحق تلك على قلوب عاشقي جدة بردا وسلاما، حينما علموا وزاد علمهم أن مدينتهم في أيد أمينة!. لم تكن صراحة وشفافية الأمير خالد الفيصل غريبة أو أنها وليدة اللحظة، فما عرف عن سموه الكريم من إنجاز وإبهار في عسير يؤكد قوله وفعله، ولكن ماذا يفعل سموه في سنوات معدودة وفي وضع قائم «وأيد خفية» كما صرح سموه عملت منذ عشرين عاما وهنا تكمن القوة في الاعتراف الصريح وعدم المواربة خلف كلام انشائي، ووعود زائفة، وسراب بقيعة عانى منه سكان جدة كثيرا حتى واراهم الفقر والعوز في عشوائيات مهددين بالسيول والإزالة، بينما يرتع غيرهم في بيوت هناك على ضفاف الشاطئ حيث الأنغام الجميلة، والحياة الهادئة! ولم يكتف سموه بالتصريح أن هناك أيديا خفية لها مصالحها الخاصة في إبقاء جدة على ما هي عليه، بل إن قوته امتدت لتصل إلى أمل المستقبل تلك الفئة التي عانت التهميش والإقصاء عن تطوير مدينتهم كثيرا وزرع بداخلهم الثقة عندما أعلنها صريحة «نعمل وفق مهنية عالية ولا نقبل بتقبل أي شخص بالمكابرة أو المغامرة بمشروع وهو غير كفء وكل إنسان يتولى منصبا يجب أن يكون مؤهلا له عمليا وعلميا وإداريا ومن دواعي سروري أن أجد من الشباب من يحقق ذلك كل عام». عندها سنجيب على سؤالنا السابق جدة وين؟ لنعلنها مع الفيصل «إلى العالم الأول»!!